الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          والتمر أفضل ، مطلقا ، نص عليه ( و م ) لفعل ابن عمر ، رواه البخاري ، وقال له أبو مجلز : [ ص: 539 ] إن الله قد أوسع ، والبر أفضل ، فقال : إن أصحابي سلكوا طريقا ، فأنا أحب أن أسلكه . رواه أحمد ، واحتج به ، ولأنه قوت وحلاوة ، وأقرب تناولا ، وأقل كلفة ، ثم قيل : الزبيب ، جزم به أبو الخطاب وغيره ، وقيل : البر ، جزم به في الكافي ( و م ) لا مطلقا ( ش ) وقيل : الأنفع ، لا مطلقا ( هـ ) وعنه : الأقط أفضل لأهل البادية إن كان قوتهم ، وقيل : قوت بلده غالبا وقت الوجوب ( م 16 ) .

                                                                                                          [ ص: 539 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 539 ] مسألة 16 ) قوله : والتمر أفضل مطلقا ، نص عليه ثم قيل : الزبيب ، جزم به أبو الخطاب وغيره ، وقيل : البر ، جزم به في الكافي وقيل : الأنفع وعنه : الأقط أفضل لأهل البادية إن كان قوتهم ، وقيل : قوت بلده غالبا وقت الوجوب ، انتهى القول بتقديم الزبيب على غيره بعد التمر في الأفضلية هو الصحيح ، جزم به في الهداية وعقود ابن البنا والمذهب ومسبوك الذهب والمستوعب والخلاصة والتلخيص والبلغة والمحرر والمنور وإدراك الغاية وغيرهم ، وقدمه في الرعايتين ومختصر ابن تميم والحاويين والفائق وشرح ابن رزين وغيرهم ، واختاره ابن عبدوس في تذكرته ، قال ابن منجى في شرح المقنع : والأفضل بعد التمر عند الأصحاب الزبيب ، قال الزركشي : هو قول الأكثرين ، انتهى .

                                                                                                          ( قلت ) : وهو الصواب ، لأنه قد شابه التمر بحيث إنه يساويه في جميع صفاته ومنافعه ، بل ربما زاد عليه ، وقيل : البر أفضل ، جزم به في الكافي والوجيز ، وقدمه في المغني والشرح ونصراه ، وحمل ابن منجى كلامه في المقنع عليه ، وهو خلاف ظاهر كلامه ، وقيل : الأنفع للفقراء أفضل ، اختاره الشيخ في المقنع ، وجزم به في التسهيل ، وقدمه في النظم ( قلت ) : لو قيل : إن كل واحد منهما أفضل في بلده ومحلته لكان له وجه ، كما قالوا في المفاضل بين تمر النخيل والعنب ، وأطلق الخلاف في تجريد العناية ، وأطلق الثالث المجد في شرحه .




                                                                                                          الخدمات العلمية