الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          ويكره مضغ العلك الذي لا يتحلل منه أجزاء ، نص عليه ( و ) لأنه يجلب الغم ويجمع الريق ويورث العطش ، ويتوجه احتمال ، لأنه يروى عن عائشة وعطاء ، وكوضع الحصاة في فيه ، قال أحمد فيمن وضع في فيه درهما أو دينارا : لا بأس به ما لم يجد طعمه في حلقه وما يجد طعمه فلا يعجبني وقال في الصائم يفتل الخيط : يعجبني أن يبزق ، فعلى الأول هل يفطر إن وجد طعمه في حلقه أم لا ؟ لأن مجرد الطعم لا يفطر ، كمن لطخ باطن قدمه بحنظل ( ع ) بخلاف الكحل فإنه تصل أجزاؤه إلى الحلق ، على وجهين ( م 5 ) فدل أنه يفطر بأجزائه ، وقيل في تحريم [ ص: 63 ] ما لا يتحلل غالبا وفطره بوصوله أو طعمه إلى حلقه وجهان ، وقيل : يكره بلا حاجة . ويحرم مضغ العلك الذي تتحلل منه أجزاء ( ع ) وفي المقنع : إلا أن لا يبتلع ريقه ، وفرض بعضهم المسألة في ذوقه ، وإن وجد طعمه في حلقه أفطر ، وسبق السواك في بابه .

                                                                                                          [ ص: 62 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 62 ] ( مسألة 5 ) قوله : ويكره مضغ العلك الذي لا يتحلل منه أجزاء ، نص عليه فعليه . هل يفطر إن وجد طعمه في حلقه أم لا ؟ على وجهين ، انتهى . وأطلقهما في المغني والكافي والمجد في شرحه والشرح والرعاية الكبرى ، قال في الرعاية الصغرى والحاويين : وفي تحريم ما لا يتحلل وجهان : أحدهما لا يفطر ، وهو ظاهر كلامه في المقنع وغيره ، وإليه مال في المغني والشرح ، والوجه الثاني يفطر ، جزم به في الوجيز وغيره ، وقدمه ابن رزين في شرحه ، وهو الصواب .




                                                                                                          الخدمات العلمية