الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          [ ص: 140 ] فصل ليلة القدر ليلة شريفة معظمة ، زاد في المستوعب وغيره : والدعاء فيها مستجاب . قيل : سورتها مكية ، قال الماوردي ، هو قول الأكثرين وقيل : مدنية ، قال الثعلبي : هو قول الأكثرين ( م 8 ) قال مجاهد والمفسرون في قوله { خير من ألف شهر } : أي قيامها والعمل فيها خير من العمل في ألف شهر خالية منها ، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة { من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه } وسميت ليلة القدر لأنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة ، روي عن ابن عباس ، قال صاحب المحرر : وهو قول أكثر المفسرين لقوله { إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم } فإن المراد بذلك ليلة القدر عند ابن عباس ، قال ابن الجوزي : وعليه المفسرون ، لقوله { إنا أنزلناه في ليلة القدر } وما روي عن عكرمة وغيره أنها ليلة النصف [ من شعبان ] ضعيف . قيل : سميت ليلة القدر لعظم قدرها عند الله . وقيل القدر بمعنى الضيق ، لضيق الأرض عن الملائكة التي تنزل فيها ، [ ص: 141 ] فروى أحمد عن أبي هريرة مرفوعا { إن الملائكة تلك الليلة أكثر من عدد الحصى } .

                                                                                                          [ ص: 140 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 140 ] ( مسألة 8 ) قوله ليلة القدر شريفة عظيمة قيل سورتها مكية قال الماوردي : هو قول الأكثرين ، وقيل مدنية ، قال الثعلبي : هو قول الأكثرين ، انتهى هذان القولان للعلماء ، وليس ذلك مخصوصا بالأصحاب ولكن المصنف لما رأى الخلاف قويا من الجانبين أتى بهذه العبارة ( قلت ) الصواب أنها مدنية ، وقطع به البغوي وغيره .




                                                                                                          الخدمات العلمية