الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وذكر ابن عقيل في الإرشاد عن أصحابنا تكفير من خالف في أصل ، كخوارج ورافضة ومرجئة ، وذكر غيره روايتين فيمن قال لم يخلق الله المعاصي أو وقف فيمن حكمنا بكفره ، وفيمن سب صحابيا غير مستحل ، وأن مستحله كافر .

                                                                                                          وفي المغني : يخرج في كل محرم استحل بتأويل كالخوارج ومن كفرهم فحكمهم عنده كمرتدين ، قال في المغني : هذا مقتضى قوله .

                                                                                                          وقال شيخنا : نصوصه صريحة على عدم كفر الخوارج والقدرية والمرجئة وغيرهم وإنما كفر الجهمية لا أعيانهم ، قال وطائفة تحكي عنه روايتين في تكفير أهل البدع مطلقا ، حتى المرجئة والشيعة المفضلة لعلي قال : ومذاهب الأئمة أحمد وغيره مبنية على التفضيل بين النوع والعين ونقل محمد بن عوف الحمصي : من أهل البدع الذين أخرجهم النبي عليه أفضل الصلاة والسلام من الإسلام القدرية والمرجئة والرافضة والجهمية ، فقال ، { لا تصلوا معهم ولا تصلوا عليهم } [ ص: 162 ] ونقل محمد بن منصور الطوسي : من زعم أن في الصحابة خيرا من أبي بكر فولاه النبي صلى الله عليه وسلم فقد افترى عليه وكفر بأن زعم بأن الله تعالى يقر المنكر بين أنبيائه في الناس ، فيكون ذلك سبب ضلالهم .

                                                                                                          ونقل الجماعة : من قال علم الله مخلوق كفر ، ونقل المروذي : القدري لا تخرجه عن الإسلام .

                                                                                                          وفي نهاية المبتدئ : من سب صحابيا مستحلا كفر وإلا فسق ، وقيل عنه يكفر ، نقل عبد الله : فيمن شتمنا القتل ؟ أجبن عنه ويضرب ، ما أراه على الإسلام ، وذكر ابن حامد في أصوله كفر الخوارج والرافضة والقدرية والمرجئة ، ومن لم يكفر من كفرناه فسق وهجر ، وفي كفره وجهان ، والذي ذكر هو وغيره من رواية المروذي وأبي طالب ويعقوب وغيرهم أنه لا يكفر .

                                                                                                          وقال : من رد موجبات القرآن كفر ، ومن رد ما تعلق بأخبار الآحاد الثابتة فوجهان ، وأن غالب أصحابنا على كفره فيما يتعلق بالصفات ، وذكر في مكان آخر : إن جحد أخبار الآحاد كفر ، كالتواتر عندنا توجب العلم والعمل .

                                                                                                          فأما من جحد العلم بها فالأشبه لا يكفر ، ويكفر في نحو الإسراء والنزول ونحوه من الصفات .

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          الخدمات العلمية