الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                        البحر الرائق شرح كنز الدقائق

                                                                                        ابن نجيم - زين الدين بن إبراهيم بن محمد

                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        [ ص: 57 ] ( قوله : فلو طاف للحج ثم أحرم بعمرة ، ومضى عليهما يجب دم ) يعني لجمعه بينهما ; لأن الجمع بينهما مشروع فصح الإحرام بهما ، وأراد بهذا الطواف طواف القدوم ، وهو سنة فإن لم يأت بما هو ركن يمكنه أن يأتي بأفعال العمرة ثم بأفعال الحج فلهذا لو مضى عليهما جاز ، ولزمه دم للجمع ، وهو دم كفارة وجبر حتى لا يأكل منه ; لأنه خالف السنة في هذا الجمع وصححه في الهداية ، وقول المصنف ( وندب رفضها ) أي العمرة يدل على أنه دم شكر ، وهو دم القران كما اختاره شمس الأئمة السرخسي فإن محمدا قال في الجامع الصغير : وأحب إلي أن يرفض العمرة فدل على أنه دم شكر فإنه لم يبن أفعال العمرة على أفعال الحج ; لأن ما أتى به إنما هو سنة فيمكنه بناء أفعال الحج على أفعال العمرة فلا موجب للجبر . واختاره في فتح القدير ، وقواه بأن طواف القدوم ليس من سنن نفس الحج بل هو سنة قدوم المسجد الحرام كركعتي التحية لغيره من المساجد ولذا سقط بطواف آخر من مشروعات الوقت ، وأطال الكلام فيه قيد بالطواف بأنه لو لم يطف لم يستحب رفضها فإذا رفضها يقضيها لصحة الشروع فيها ، وعليه دم لرفضها .

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        ( قوله : كما اختاره شمس الأئمة ( أحرم بحج ثم بعمرة ثم وقف بعرفات ) ، وكذا قاضي خان والإمام المحبوبي كما في الشرنبلالية .




                                                                                        الخدمات العلمية