الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت لو أن رجلا تسحر وقد طلع الفجر وهو لا يعلم بطلوع الفجر ثم نظر فإذا الفجر طالع ؟

                                                                                                                                                                                      قال : قال مالك : إن كان صومه ذلك تطوعا مضى في صيامه ولا شيء عليه . وليس له أن يفطر ، فإن أفطره فعليه القضاء ، قال : وإن كان صومه هذا من نذر أوجبه على نفسه مثل قوله : لله علي أن أصوم عشرة أيام ، فإن كان نواها متتابعات وليست أياما بأعيانها فصام بعض هذه الأيام ثم تسحر في يوم منها في الفجر وهو لا يعلم ، فإنه يمضي على صيامه ويقضي ذلك اليوم ويصله بالعشرة الأيام ، فإن لم يصل هذا اليوم بالعشرة الأيام قضاها كلها متتابعات ولم يجزه ما صام منها ، قال : وإن أفطر ذلك اليوم الذي تسحر فيه في طلوع الفجر متعمدا فعليه أن يستأنف الصوم . قال : فإن تسحر بعد طلوع الفجر في أول يوم منها وهو لا يعلم وهي هذه الأيام التي ليست بأعيانها وقد نواها متتابعات ، فإنه إن شاء أفطر واستأنف صيام عشرة أيام من ذي قبل ; لأنها ليست أياما بأعيانها ، ولا أحب له أن يفطره فإن أفطره فإنما عليه عشرة أيام يفعل ذلك اليوم في هذه العشرة الأيام أحدها قضاء ذلك اليوم .

                                                                                                                                                                                      قلت : فإن كانت أياما بأعيانها نذرها فقال : لله [ ص: 266 ] علي أن أصوم هذه العشرة الأيام بعينها ، أو شهرا بعينه ، أو سنة بعينها ، فصام بعضها ثم تسحر بعد طلوع الفجر وهو لا يعلم أو أكل ناسيا ؟ فقال : يمضي على صومه ذلك ويقضي يوما مكانه .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية