الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2732 102 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال : حدثنا محمد بن جعفر عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب بن حنطب أنه سمع أنس بن مالك - رضي الله عنه - يقول : خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر أخدمه ، فلما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - راجعا وبدا له أحد قال : هذا جبل يحبنا ونحبه ، ثم أشار بيده إلى المدينة ، قال : اللهم إني أحرم ما بين لابتيها كتحريم إبراهيم مكة ، اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : " خرجت مع رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - إلى خيبر أخدمه " وعبد العزيز بن عبد الله بن يحيى أبو القاسم القرشي العامري الأويسي المديني ، وهو من أفراده ، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري المديني ، وعمرو بن أبي عمرو مولى المطلب بن حنطب ، بفتح الحاء المهملة وسكون النون وفتح الطاء المهملة ، وقد مر في باب الحرص على كتابة الحديث .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه البخاري أيضا في أحاديث الأنبياء عليهم الصلاة والسلام عن القعنبي ، وفي المغازي عن عبد الله بن يوسف ، وفي الاعتصام عن إسماعيل بن أبي أويس ، وأخرجه مسلم في المناسك عن قتيبة ويحيى بن أيوب وعلي بن جحر ، وعن قتيبة بن سعيد وسعيد بن منصور كلاهما عن يعقوب بن عبد الرحمن ، وأخرجه الترمذي في المناقب عن الأنصاري ، وهو إسحاق بن موسى عن معن بن عيسى ، وعن قتيبة كلاهما عن مالك ببعضه طلع له أحد .

                                                                                                                                                                                  قوله : " إلى خيبر " أي : إلى غزوة خيبر ، وكانت سنة ست ، وقيل : سنة سبع ، قوله : " أخدمه " جملة وقعت حالا ، قوله : " راجعا " حال من النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قوله : " وبدا له " أي : ظهر له جبل أحد ، قوله : " يحبنا " يمكن حمله على الحقيقة بأن يخلق الله فيه المحبة والله [ ص: 174 ] على كل شيء قدير ، وقال الخطابي : الحب والبغض لا يجوزان على الجبل نفسه ، وإنما هو كناية عن أهل الجبل ، وهم سكان المدينة ، يريد به الثناء على الأنصار والإخبار عن حبهم لرسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - وحبه إياهم ، وهو نحو واسأل القرية قوله : " لابتيها " أي : لابتي المدينة ، وهي تثنية لابة بالباء الموحدة الخفيفة ، وهي الحرة والمدينة بين الحرتين ، والحرة بفتح الحاء المهملة وتشديد الراء ، وهي الأرض ذات الحجارة السود ، ويجمع على حر وحرار وحرات وحرين وأحرين ، وهو من الجموع النادرة ، واللابة تجمع على لوب ولابات ، ما بين الثلاث إلى العشر ، فإذا كثرت جمعت على اللاب واللوب ، وقد مر الكلام فيه في كتاب الحج في باب لابتي المدينة .

                                                                                                                                                                                  قوله : " كتحريم إبراهيم عليه الصلاة والسلام " التشبيه في نفس الحرمة ، لا في وجوب الجزاء ونحوه ، قوله : " اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا " أي : بارك لنا في الطعام الذي يكال بالصيعان والأمداد ، ودعا لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالبركة في أقواتهم ، ومر الكلام فيه أيضا في باب مجرد عن الترجمة في آخر كتاب الحج .

                                                                                                                                                                                  وفيه جواز خدمة الصغير للكبير لشرف في نفسه أو في قومه أو لعلمه أو لصلاحه ونحو ذلك .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية