الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4398 195 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبيه قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وعنده أبو جهل، وعبد الله بن أبي أمية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أي عم، قل: لا إله إلا الله أحاج لك بها عند الله، فقال أبو جهل، وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لأستغفرن لك ما لم أنه عنك، فنزلت ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم

                                                                                                                                                                                  [ ص: 277 ]

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  [ ص: 277 ] مطابقته للترجمة ظاهرة، وقد مضى هذا الحديث في كتاب الجنائز في باب إذا قال المشرك عند الموت: لا إله إلا الله، فإنه أخرجه هناك عن إسحاق عن يعقوب بن إبراهيم عن أبيه عن صالح عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب عن أبيه إلى آخره بأتم منه، ومضى الكلام فيه هناك عن سعيد بن المسيب عن أبيه المسيب -بفتح الياء وكسرها- وقال النووي: لم يرو عن المسيب إلا ابنه، وفيه رد على الحاكم أبي عبد الله فيما قاله: إن البخاري لم يخرج عن أحد ممن لم يرو عنه إلا واحد، ولعله أراد من غير الصحابة، وأبو طالب اسمه عبد مناف، وأبو جهل عمرو بن هشام المخزومي، وعبد الله بن أبي أمية المخزومي أسلم عام الفتح.

                                                                                                                                                                                  قوله: (أي عم) يعني يا عمي حذفت ياء الإضافة للتخفيف.

                                                                                                                                                                                  قوله: (أحاج) جواب للأمر، وقال القرطبي: وقد سمعت أن الله أحيا عمه أبا طالب فآمن به، وروى السهيلي في الروض بسنده: إن الله أحيا أم النبي صلى الله عليه وسلم وأباه فآمنا به.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية