الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  435 ( وقال أنس : يتباهون بها ثم لا يعمرونها إلا قليلا )

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا التعليق مرفوع في ( صحيح ابن خزيمة ) عن محمد بن عمرو بن العباس ، حدثنا سعيد بن عامر عن أبي عامر الخراز قال : قال أبو قلابة : انطلقنا مع أنس نريد الزاوية نعني قصر أنس ، فمررنا بمسجد فحضرت صلاة الصبح فقال أنس : لو صلينا في هذا المسجد ؟ فقال بعض القوم : نأتي المسجد الآخر ، فقال أنس : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يأتي على الناس زمان يتباهون بالمساجد ثم لا يعمرونها إلا قليلا ، أو قال : يعمرونها قليلا" ، ورواه أبو يعلى الموصلي أيضا في ( مسنده ) ، وروى أبو داود في ( سننه ) حدثنا محمد بن عبد الله الخزاعي ، حدثنا حماد بن سلمة عن أيوب عن أبي قلابة وقتادة عن أنس " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد" ، وأخرجه النسائي ، وابن ماجه أيضا .

                                                                                                                                                                                  وروى أبو نعيم في ( كتاب المساجد ) من حديث محمد بن مصعب القرقساني عن حماد : " يتباهى الناس ببناء المساجد " ، ومن حديث علي بن حرب عن سعيد بن عامر عن الخراز : " يتباهون بكثرة المساجد " ؛ قوله ( يتباهون ) بفتح الهاء من المباهاة ، وهي المفاخرة ، والمعنى أنهم يزخرفون المساجد ويزينونها ثم يقعدون فيها ويتمارون ويتباهون ، ولا يشتغلون بالذكر وقراءة القرآن والصلاة ؛ قوله ( بها ) أي : بالمساجد ، والسياق يدل عليه ؛ قوله ( إلا قليلا ) بالنصب ، ويجوز الرفع من جهة النحو ، فإنه بدل من ضمير الفاعل .



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية