الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4959 7 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، أخبرنا مالك ، عن ابن شهاب أن سهل بن سعد الساعدي أخبره أن عويمرا العجلاني جاء إلى عاصم بن عدي الأنصاري فقال له : يا عاصم ، أرأيت رجلا [ ص: 235 ] وجد مع امرأته رجلا ، أيقتله فتقتلونه ! أم كيف يفعل ؟ سل لي يا عاصم عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم . فسأل عاصم عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسائل وعابها حتى كبر على عاصم ما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رجع عاصم إلى أهله جاء عويمر فقال : يا عاصم ، ماذا قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال عاصم : لم تأتني بخير ، قد كره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسألة التي سألته عنها ! قال عويمر : والله لا أنتهي حتى أسأله عنها . فأقبل عويمر حتى أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسط الناس ، فقال : يا رسول الله ، أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا ، أيقتله فتقتلونه ! أم كيف يفعل ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قد أنزل الله فيك وفي صاحبتك ، فاذهب فأت بها . قال سهل : فتلاعنا وأنا مع الناس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما فرغا قال عويمر : كذبت عليها يا رسول الله إن أمسكتها ! فطلقها ثلاثا قبل أن يأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                  قال ابن شهاب : فكانت تلك سنة المتلاعنين .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله " فطلقها " ، وأمضاه رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - ولم ينكر عليه ، فدل على أن من طلق ثلاثا يقع ثلاثا .

                                                                                                                                                                                  والحديث قد مضى في تفسير سورة النور في موضعين ; أحدهما مطولا عن إسحاق عن محمد بن يوسف عن الأوزاعي عن الزهري ، والآخر عن سليمان بن داود عن أبي الربيع عن فليح عن الزهري .

                                                                                                                                                                                  قوله ( أرأيت ) ; أي أخبرنا عن حكمه .

                                                                                                                                                                                  قوله ( وكره المسائل ) ; أي التي لا يحتاج إليها ، سيما ما فيه إشاعة فاحشة .

                                                                                                                                                                                  قوله ( حتى كبر ) بضم الباء ; أي عظم وشق .

                                                                                                                                                                                  قوله ( قد أنزل الله فيك ) ; أي آية اللعان .

                                                                                                                                                                                  قوله ( وتلك ) ; أي التفرقة .

                                                                                                                                                                                  وقد مر الكلام فيه هناك مستوفى .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية