الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5223 74 - حدثنا مسدد، حدثنا أبو الأحوص، حدثنا سعيد بن مسروق، عن عباية بن رفاعة، عن أبيه، عن جده رافع بن خديج قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: إننا نلقى العدو غدا، وليس معنا مدى، فقال: ما أنهر الدم وذكر اسم الله، فكلوا ما لم يكن سن ولا ظفر، وسأحدثكم عن ذلك، أما السن فعظم، وأما الظفر فمدى الحبشة، وتقدم سرعان الناس فأصابوا من الغنائم، والنبي صلى الله عليه وسلم في آخر الناس، فنصبوا قدورا، فأمر بها فأكفئت، وقسم بينهم وعدل، بعيرا بعشر شياه، ثم ند بعير من أوائل القوم ولم يكن معهم خيل، فرماه رجل بسهم فحبسه الله، فقال: إن لهذه البهائم أوابد كأوابد الوحش، فما فعل منها هذا، فافعلوا مثل هذا.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إنه ذكر أولا قوله: "لحديث رافع" وأورد بعده الحديث بتمامه مسندا.

                                                                                                                                                                                  وأبو الأحوص اسمه سلام الحنفي الكوفي، وسعيد بن مسروق، والد سفيان الثوري، وعباية -بفتح العين المهملة، وتخفيف الباء الموحدة، وبعد الألف ياء آخر الحروف- ابن رفاعة -بكسر الراء وتخفيف الفاء- وقال الغساني: سائر رواة هذا الحديث يروونه عن سعيد بن مسروق، عن عباية بن رفاعة، عن جده، ولم يقل أحد عن أبيه عن جده، غير أبي الأحوص، وقيل: أخطأ أبو الأحوص فيه، حيث قال: عن أبيه.

                                                                                                                                                                                  وهذا الحديث مضى عن قريب في باب التسمية على الذبيحة، ومضى الكلام فيه.

                                                                                                                                                                                  قوله: (وتقدم سرعان الناس) قال الجوهري: سرعان الناس بالتحريك أوائلهم، وقال الكسائي: سرعان الناس أخفاؤهم والمستعجلون منهم، وضبطه بعضهم بسكون الراء، وضبطه الأصيلي وغيره "سرعان" وقال ابن التين: وضبط بضم السين، فعلى هذا يكون جمع سريع كقفيز وقفزان، وقال الخطابي: وأما قولهم "سرعان ما فعلت" فبالفتح والضم والكسر، وإسكان الراء، وفتح النون أبدا.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية