الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6216 [ ص: 143 ] 167 - حدثني إبراهيم بن المنذر ، حدثنا أنس بن عياض ، عن عبيد الله ، عن خبيب ، عن حفص بن عاصم ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ، ومنبري على حوضي .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  عبيد الله هو ابن عمر العمري ، وخبيب بضم الخاء المعجمة وفتح الباء الموحدة الأولى ابن عبد الرحمن أبو الحارث الأنصاري خال عبيد الله المذكور ، وحفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ، وهو جد عبيد الله المذكور .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في آخر الصلاة ، وفي آخر الحج عن مسدد عن يحيى بن سعيد ، وأخرجه مسلم في الحج عن زهير بن حرب وغيره .

                                                                                                                                                                                  قوله : " ومنبري " قالوا : المراد منبره بعينه الذي كان في الدنيا ، وقيل : إن له هناك منبرا على حوضه يدعو الناس عليه إلى الحوض .

                                                                                                                                                                                  قوله : " روضة " معناها أن ذلك الموضع بعينه ينتقل إلى الجنة فهو حقيقة أو أن العبادة فيه تؤدي إلى روضة الجنة فهو مجاز باعتبار المآل أي : مآل العبادة فيه الجنة أو تشبيه أي : هو كروضة ، وسمى تلك البقعة المباركة روضة لأن زوار قبره من الملائكة والإنس والجن لم يزالوا منكبين فيها على ذكر الله تعالى ، وقال الخطابي : معناه تفضيل المدينة والترغيب في المقام بها والاستكثار من ذكر الله في مسجدها ، وأن من لزم الطاعة فيه آلت به إلى روضة الجنة ، ومن لزم العبادة عند المنبر سقي يوم القيامة من الحوض .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية