الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1936 145 - حدثنا محمد قال: أخبرنا محمد بن فضيل بن غزوان، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان وإذا صلى الغداة دخل مكانه الذي اعتكف فيه قال: فاستأذنته عائشة أن تعتكف فأذن لها فضربت فيه قبة فسمعت بها حفصة، فضربت قبة وسمعت زينب بها فضربت قبة أخرى، فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغد أبصر أربع قباب فقال: ما هذا؟ فأخبر خبرهن فقال: ما حملهن على هذا آلبر؟ انزعوها فلا أراها، فنزعت فلم يعتكف في رمضان حتى اعتكف في آخر العشر من شوال

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: "اعتكف في آخر العشر من شوال" وقد مضى هذا الحديث في باب اعتكاف النساء، فإنه أخرجه هناك عن أبي النعمان، عن حماد بن زيد، عن يحيى، عن عمرة، عن عائشة إلى آخره، وهنا أخرجه، عن محمد بن سلام إلى آخره.

                                                                                                                                                                                  قوله: "محمد" هكذا هو مجردا عند الأكثرين، وفي رواية كريمة محمد بن سلام.

                                                                                                                                                                                  قوله: "دخل مكانه" من الدخول، وفي رواية الكشميهني "حل مكانه" من الحلول وهو النزول، ومكانه هو موضعه الخاص من المسجد الذي خصصه منه للاعتكاف وهو موضع خيمته.

                                                                                                                                                                                  قوله: "أربع قباب" واحدة منها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وثلاث لعائشة وحفصة وزينب.

                                                                                                                                                                                  قوله: "ما حملهن" ما نافية والبر فاعل حمل، أو ما استفهامية وآلبر بهمزة الاستفهام مرفوع على أنه مبتدأ وخبره محذوف، تقديره: آلبر كائن أو حاصل.

                                                                                                                                                                                  قوله: "انزعوها" أي القباب المذكورة من النزع وهو القلع.

                                                                                                                                                                                  قوله: "أراها" قال الكرماني: بالرفع والجزم. قلت: لا وجه للجزم فإن لا نافية لا ناهية.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية