الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
5456 - ( على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال ) ( مالك حم ق) عن أبي هريرة - (صح) .

التالي السابق


(على أنقاب المدينة ) جمع نقب بالسكون ،بفتح الهمزة وسكون النون: مداخلها وفوهات طرقها (ملائكة) موكلون بها للحرس (لا يدخلها الطاعون) الموت الذريع الناشئ عن وخز الجن؛ أي: لا يكون كالذي يكون بغيرها كطاعون عمواس والجارف، وقد أظهر الله صدق رسوله، فلم ينقل أنه دخلها طاعون (ولا) يدخلها (الدجال) فإنه يجيء ليدخلها فتمنعه الملائكة فينزل بالسبخة اسم محل قريب منها فترجف المدينة بأهلها؛ أي: تحركهم وتزلزلهم فيخرج إليه من كان في قلبه مرض، قال الطيبي: وجملة لا يدخلها مستأنفة بيان لموجب استقرار الملائكة على الأنقاب، وقد عد عدم دخول الطاعون من خصائصها وهو لازم دعاء المصطفى - صلى الله عليه وسلم - لها بالصحة، واحتج ابن الحاج على أن المدينة أفضل من مكة؛ لأنه لم يأت مثل ذلك في مكة واستشكل عدم دخول الطاعون المدينة مع كونه شهادة وكيف قرن بالدجال ومدحت المدينة بعدم دخولهما وأجيب بأن المراد بكونه شهادة أن ذلك يترتب عليه وينشأ عنه لكونه سببه وإذا كان الطاعون طعن الجن حسن مدح المدينة بعدم دخولها، وذكر النووي في الأذكار أن الطاعون لم يدخل المدينة ولا مكة أصلا لكن ذكر جمع أن الطاعون العام دخل مكة أما المدينة فلم يذكر أنه دخلها وهذا من معجزاته؛ لأن الأطباء عجزوا عن دفع الطاعون عن بلد بل عن قرية وقد امتنع الطاعون عن المدينة هذه العصور المتطاولة

( مالك ) في الموطأ (حم ق) في الحج (عن أبي هريرة ) ورواه النسائي أيضا



الخدمات العلمية