الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
60 - " ابنوا المساجد؛ واتخذوها جما " ؛ (ش هق) ؛ عن أنس ؛ (ح).

التالي السابق


(ابنوا المساجد) ؛ ندبا؛ (واتخذوها) ؛ أي: اجعلوها؛ قال الحراني : من " الاتخاذ" ؛ " افتعال" ؛ مما منه المؤاخذة؛ كأنه " الوخذ" ؛ وهو يصير في المعنى نحو الأخذ في الحس؛ (جما) ؛ بضم الجيم؛ وشد الميم؛ أي: اجعلوها - ندبا - بلا شرف؛ جمع " أجم" ؛ وهو ثور؛ أو كبش بلا قرن؛ فأطلق القرون على الشرف؛ مجازا؛ قال الزمخشري : من المجاز: " حصن أجم" ؛ لا شرف له؛ و" قرية جماء" ؛ و" ابنوا المساجد جما" ؛ فيكره اتخاذ الشرف؛ لأنه من الزينة المنهي عنها؛ ومن المحدث؛ قال المقريزي في تذكرته: مات عثمان والمسجد بلا شرافات؛ وأول من أحدثها عمر بن عبد العزيز ؛ قال الشافعية: وتكره الصلاة في مسجد بشرف؛ لما في سنن البيهقي عن ابن عمر : " نهانا - أو نهينا - أن نصلي في مسجد مشرف" ؛ وأخذ منه كراهتها في المزوق والمنقوش بالأولى؛ لما فيه من شغل قلب المصلي؛ ويحرم نقشه واتخاذ شرافات له من غلة ما؛ وقف على عمارته؛ أو مصالحه.

(ش هق) ؛ من حديث زهدم؛ عن ليث بن أبي سليم ؛ عن أيوب؛ (عن أنس ) ؛ ابن مالك ؛ رمز المؤلف لحسنه هنا؛ وصرح به في أصله؛ فقال: حسن؛ وليس كما ذكر؛ فقد جزم الذهبي وغيره بأن فيه ضعفا؛ وانقطاعا؛ فإنه لما ساقه البيهقي من سنن أبي داود بسنده؛ استدرك عليه فقال: قلت: هذا منقطع؛ وتقدمه لذلك ابن القطان؛ فقال: ليث ضعيف؛ وفيه انقطاع؛ وأطال في بيانه؛ وأقره مغلطاي .



الخدمات العلمية