الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المكتبة الإسلامية

الرئيسية
المكتبة الإسلامية

فهرس الكتاب

- مقدمة المؤلف

- ( حرف الهمزة )

- حرف الباء الموحدة

- حرف التاء

- حرف الثاء

- حرف الجيم

- حرف الحاء

- حرف الخاء

- حرف الدال

- حرف الذال

- حرف الراء

- حرف الزاي

- حرف السين

- حرف الشين

- حرف الصاد

- حرف الضاد

- حرف الطاء

- حرف الظاء

- حرف العين

- حرف الغين

- حرف الفاء

- حرف القاف

- حرف الكاف

- باب كان وهي الشمائل الشريفة

- حرف اللام

- فصل في المحلى بأل من هذا الحرف [ أي حرف اللام ]

- حرف الميم

- حرف النون

- باب المناهي

- حرف الهاء

- حرف الواو

- حرف " لا "

- حرف الياء

فيض القدير

المناوي - محمد عبد الرؤوف المناوي

صفحة

جزء

6843 - كان فيه دعابة قليلة (خط وابن عساكر) عن ابن عباس. (ض)

التالي السابق

عرض الحاشية

(كَانَ فِيهِ دُعَابَةٌ) بِضَمِّ الدَّالِ (قَلِيلَةٌ) أَيْ مِزَاحٌ يَسِيرٌ ، قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: الْمُدَاعَبَةُ كَالْمُزَاحَةِ ، وَدَعَبَ يَدْعَبُ كَمَزَحَ يَمْزَحُ ، وَرَجُلٌ دَعِبٌ وَدَعَّابَةٌ ، وَفِي الْمِصْبَاحِ: دَعَبَ يَدْعَبُ كَمَزَحَ يَمْزَحُ وَزْنًا وَمَعْنًى ، وَالدُّعَابَةُ بِالضَّمِّ: اسْمٌ لِمَا يُسْتَمْلَحُ مِنْ ذَلِكَ ، قَالَ ابْنُ عَرَبِيٍّ: وَسَبَبُ مِزَاحِهِ أَنَّهُ كَانَ شَدِيدَ الْغَيْرَةِ ، فَإِنَّهُ وَصَفَ نَفْسَهُ بِأَنَّهُ أَغْيَرُ مِنْ سَعْدٍ بَعْدَ مَا وَصَفَ سَعْدًا بِأَنَّهُ غَيُورٌ ، فَأَتَى بِصِيغَةِ الْمُبَالَغَةِ ، وَالْغَيْرَةُ مِنْ نَعْتِ الْمَحَبَّةِ وَهُمْ لَا يُظْهِرُونَهَا ، فَسَتَرَ مَحَبَّتَهُ وَمَا لَهُ مِنَ الْوَجْدِ فِيهِ بِالْمِزَاحِ وَمُلَاعَبَتِهِ لِلصَّغِيرِ وَإِظْهَارِ حُبِّهِ فِيمَنْ أَحَبَّهُ مِنْ أَزْوَاجِهِ وَأَبْنَائِهِ وَأَصْحَابِهِ وَقَالَ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ فَلَمْ يَجْعَلْ نَفْسَهُ أَنَّهُ مِنَ الْمُحِبِّينَ ، فَجَهِلُوا طَبِيعَتَهُ وَتَخَيَّلَتْ أَنَّهُ مَعَهَا لَمَّا رَأَتْهُ يَمْشِي فِي حَقِّهَا وَيُؤْثِرُهَا ، وَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ذَلِكَ عَنْ أَمْرِ مَحْبُوبِهِ إِيَّاهُ بِذَلِكَ ، وَقِيلَ إِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ عَائِشَةَ وَالْحَسَنَيْنِ ، وَتَرَكَ الْخُطْبَةَ يَوْمَ الْعِيدِ وَنَزَلَ إِلَيْهِمَا لَمَّا رَآهُمَا يَعْثُرَانِ فِي أَذْيَالِهِمَا ، وَهَذَا كُلُّهُ مِنْ بَابِ الْغَيْرَةِ عَلَى الْمَحْبُوبِ أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَتُهُ ، وَهَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ تَعْظِيمًا لِلْجَنَابِ الْأَقْدَسِ أَنْ يُعْشَقَ

(خط وَابْنُ عَسَاكِرَ) فِي تَارِيخِهِ (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ) .

(كان فيه دعابة) بضم الدال (قليلة) أي مزاح يسير ، قال الزمخشري: المداعبة كالمزاحة ، ودعب يدعب كمزح يمزح ، ورجل دعب ودعابة ، وفي المصباح: دعب يدعب كمزح يمزح وزنا ومعنى ، والدعابة بالضم: اسم لما يستملح من ذلك ، قال ابن عربي: وسبب مزاحه أنه كان شديد الغيرة ، فإنه وصف نفسه بأنه أغير من سعد بعد ما وصف سعدا بأنه غيور ، فأتى بصيغة المبالغة ، والغيرة من نعت المحبة وهم لا يظهرونها ، فستر محبته وما له من الوجد فيه بالمزاح وملاعبته للصغير وإظهار حبه فيمن أحبه من أزواجه وأبنائه وأصحابه وقال إنما أنا بشر فلم يجعل نفسه أنه من المحبين ، فجهلوا طبيعته وتخيلت أنه معها لما رأته يمشي في حقها ويؤثرها ، ولم تعلم أن ذلك عن أمر محبوبه إياه بذلك ، وقيل إن محمدا صلى الله عليه وسلم يحب عائشة والحسنين ، وترك الخطبة يوم العيد ونزل إليهما لما رآهما يعثران في أذيالهما ، وهذا كله من باب الغيرة على المحبوب أن تنتهك حرمته ، وهكذا ينبغي أن يكون تعظيما للجناب الأقدس أن يعشق

(خط وابن عساكر) في تاريخه (عن ابن عباس) .