الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
7022 - كان يدعو عند الكرب: لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب الأرض ورب العرش الكريم (حم ق ت هـ) عن ابن عباس (طب) وزاد: اصرف عني شر فلان. (صح)

التالي السابق


(كان يدعو عند الكرب) أي عند حلوله يقول (لا إله إلا الله العظيم) الذي لا شيء يعظم عليه (الحليم) الذي يؤخر العقوبة مع القدرة (لا إله إلا الله رب العرش العظيم) وفي رواية بدل العظيم والكريم: المعطي تفضلا ، روي برفع "العظيم" و "الكريم" على أنهما نعتان للرب ، والثابت في رواية الجمهور الجر نعتا للعرش ، قال الطيبي: صدر الثناء بذكر الرب ليناسب كشف الكرب لأنه مقتضى التربية (لا إله إلا الله رب السماوات السبع ورب الأرض ورب العرش الكريم) قالوا: هذا دعاء جليل ينبغي الاعتناء به والإكثار منه عند العظائم ، فيه التهليل المشتمل على التوحيد ، وهو أصل التنزيهات الجلالية ،والعظمة الدالة على تمام القدرة ، والحلم الدال على العلم ، إذ الجاهل لا يتصور منه حلم ولا كرم ، [ ص: 213 ] وهما أصل الأوصاف الإكرامية ، قال الإمام ابن جرير: كان السلف يدعون به ويسمونه دعاء الكرب ، وهو وإن كان ذكرا لكنه بمنزلة الدعاء لخبر: من شغله ذكري عن مسألتي.... اه. وأشار به إلى رد ما قيل: هذا ذكر لا دعاء ، ولما كان في جواب البعض بأن المراد أنه يفتتح دعاءه به ثم يدعو بما شاء تسليما للسؤال ، عدل عنه إلى ما ذكره

(حم ق ت هـ) كلهم في الدعوات (عن ابن عباس) عبد الله (طب) عنه أيضا (وزاد) في آخره (اصرف عني شر فلان) ويعينه باسمه ، فإن له أثرا بينا في دفع شره

[فائدة] قال ابن بطال: عن أبي بكر الرازي: كنت بأصبهان عند أبي نعيم وهناك شيخ يسمى أبا بكر عليه مدار الفتيا ، فسعى به عند السلطان فسجن ، فرأيت المصطفى صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم في المنام وجبريل عن يمينه يحرك شفتيه بالتسبيح لا يفتر ، فقال لي المصطفى صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم: قل لأبي بكر يدعو بدعاء الكرب الذي في صحيح البخاري حتى يفرج الله عنه ، فأصبحت فأخبرته فدعا به ، فلم يكن إلا قليلا حتى أخرج .



الخدمات العلمية