الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8721 - من زنى خرج منه الإيمان، فإن تاب تاب الله عليه (طب) عن شريك- (ح)

التالي السابق


(من زنى خرج منه الإيمان) إن استحل، وإلا فالمراد نوره، أو أنه صار منافقا نفاق معصية لا نفاق كفر، أو أنه شابه الكافر في عمله، وموقع التشبيه أنه مثله في حل قتاله أو قتله، وليس بمستحضر حال تلبسه به حلال من آمن به، فهو كناية عن الغفلة التي جلبتها عليه الشهوة، والمعصية تذهله عن رعاية الإيمان، وهو تصديق القلب، فكأنه نسي من صدق به، أو أنه يسلب الإيمان حال تلبسه به، فإذا فارقه عاد إليه، أو المعنى خرج منه الحياء لأن الحياء من الإيمان كما مر في عدة أخبار صحاح وحسان ، أو هو زجر وتنفير فغلظ بإطلاق الخروج عليه؛ لما أن مفسدة الزنا من أعظم المفاسد، وهي منافية لمصلحة نظام العالم في حفظ الإنسان وحماية الفروج وصيانة الحرمات وتوقي العداوة والبغضاء بين الناس وغير ذلك (فإن تاب تاب الله عليه) أي قبل توبته، فينبغي أن يبادر بالتوبة قبل هجوم هاذم اللذات، فيكون قد باع أبكارا عربا أترابا كأنهن الياقوت والمرجان بقذرات دنسات مسافحات أو متخذات أخدان، وحورا مقصورات في الخيام بخبيثات مسبيات بين الأنام

(طب عن شريك) قال الحافظ في الفتح: سنده جيد، رمز لحسنه.



الخدمات العلمية