الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8724 - من زنى أمة لم يرها تزني جلده الله يوم القيامة بسوط من نار (حم) عن أبي ذر - (ح)

التالي السابق


(من زنى) بالتشديد (أمة) أي رماها بالزنا لا أنه زنى بها في الواقع وإلا لم يكن قوله (لم يرها تزني) له فائدة (جلده الله يوم القيامة بسوط من نار) في الموقف على رؤوس الأشهاد، أو في جهنم بأيدي الزبانية جزاء وفاقا، وقوله "لم يرها تزني" جملة حالية من فاعل "زنى" أو من مفعوله، والأمة أعم من كونها للقاذف أو لغيره، قال المهلب: أجمعوا على أن الحر إذا قذف عبدا أو أمة لم يجب عليه الحد، ودل هذا الحديث على ذلك؛ لأنه لو وجب عليه في الدنيا لذكره كما ذكره في الآخرة، وإنما خص ذلك بالآخرة تمييزا للحر من المملوك اهـ. ومن تعقب حكاية الإجماع بما ورد عن ابن عمر في أم الولد من أن قاذفها يحد فقد وهم، لأن مراده به بعد موت السيد

[تنبيه] قد أذنت هذه الأخبار بقبح الزنا، وقد تظافر على ذلك أرباب الملل والنحل، بل وبعض البهائم، ففي البخاري أن قردة في الجاهلية زنت فرجمت، وساقه الإسماعيلي مطولا عن عمرو بن ميمون قال: كنت باليمن في غنم لأهلي، فجاء قرد مع قردة فتوسد يدها، فجاء قرد أصغر منه فغمزها فسلت يدها من تحت رأس القرد سلا رفيقا وتبعته فوقع عليها وأنا أنظر، ثم رجعت فجعلت تدخل يدها تحت خد الأول برفق فاستيقظ فرحا، فشمها فصاح، فاجتمعت القردة فجعل يصيح ويرمي إليها، فذهبت القردة يمنة ويسرة، فجاءوا بذلك القرد فحفروا لهما حفرة فرجموهما، وذكر أبو عبيدة في كتاب الخيل من طريق الأوزاعي أن مهرا نزي على أمه فامتنع، فأدخلت بيتا وجللت بكساء، فأنزي عليها فنزى، فلما شم ريح أمه عمد إلى ذكره فقطعه من أصله بأسنانه

(حم عن أبي ذر ) رمز لحسنه، وفيه عبيد الله بن أبي جعفر ، أورده الذهبي في الضعفاء وقال: قال أحمد : ليس بقوي.



الخدمات العلمية