الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8852 - من عشق فعف ثم مات مات شهيدا (خط) عن عائشة - (ض)

التالي السابق


(من عشق) من يتصور حل نكاحه لها شرعا لا كأمرد (فعف ثم مات مات شهيدا) أي يكون من شهداء الآخرة، لأن العشق وإن كان مبدؤه النظر والسماع لكنهما غير موجبين له، فهو فعل الله بالعبد بلا سبب، ولهذا قال أفلاطون: ما أعلم الهوى غير أني أعلم أنه جنون إلهي لا محمود صاحبه ولا مذموم، وقال بعض الحكماء: العشق طمع يحدث في القلب قهرا، وكلما قوي زاد صاحبه قلقا وضجرا، فيلتهب به الصدر، فيحترق الدم فيصير مع الصفراء سوداء، وطغيانه يفسد الفكر ويؤدي للجنون، فربما مات وقتل نفسه، وإذا كان فعل القلب وأكثر أفعاله ضروريات فلا يؤاخذ به بل يؤجر عليه، والمراد بالعفة العفة عن إيتاء النفس حظها طلبا لراحة قلبه ومتابعة لهوى نفسه، وإن كان في غير محرم وكان صاحبه يأثم، لكن رتبة الشهادة سنية لا تنال إلا بفضيلة كاملة أو بلية شاملة، وإنما قارب وصف من عف وصف القتيل في سبيل الله لتركه لذة نفسه، فكما بذل المجاهد مهجته لإعلاء كلمة الله، فهذا جاهد نفسه في مخالفة هواها بمحبته للقديم خوفا ورهبة وإيثارا على ما يحدث، ذكره في البحر

(خط) في ترجمة عطية بن الفضل (عن عائشة ) وفيه أحمد بن محمد بن مسروق ، أورده الذهبي في الضعفاء وقال: لينه الدارقطني ، وسويد بن سعيد : فإن كان هو الدقاق فقد قال علي بن عاصم : منكر الحديث، وإن كان الذي خرج له مسلم فقد أورده الذهبي في الضعفاء وقال: قال أحمد : متروك، وأبو حاتم : صدوق، وفيه أيضا أبو يحيى القتات.



الخدمات العلمية