الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
9141 - المؤمن مرآة المؤمن (طس) والضياء عن أنس - (ح)

التالي السابق


(المؤمن مرآة المؤمن) أي يبصر من نفسه بما لا يراه بدونه، ولا ينظر الإنسان في المرآة إلا وجهه ونفسه، ولو أنه جهد كل الجهد أن يرى جرم المرآة لا يراه؛ لأن صورة نفسه حاجبة له، وقال الطيبي: إن المؤمن في إراءة عيب أخيه إليه كالمرآة المجلوة التي تحكي كل ما ارتسم فيها من الصور ولو كان أدنى شيء، فالمؤمن إذا نظر إلى أخيه يستشف من وراء حاله تعريفات وتلويحات، فإذا ظهر له منه عيب قادح كافحه، فإن رجع صادقه، وقال العامري: معناه: كن لأخيك كالمرآة تريه محاسن أحواله، وتبعثه على الشكر، وتمنعه من الكبر، وتريه قبائح أموره بلين في خفية، تنصحه ولا تفضحه، [ ص: 252 ] هذا في العامة، أما الخواص: فمن اجتمع فيه خلائق الإيمان، وتكاملت عنده آداب الإسلام، ثم تجوهر باطنه عن أخلاق النفس ترقى قلبه إلى ذروة الإحسان فيصير لصفائه كالمرآة: إذا نظر إليه المؤمنون رأوا قبائح أحوالهم في صفاء حاله، وسوء آدابهم في حسن شمائله

(طس والضياء ) وكذا البزار والقضاعي (عن أنس ) ، قال الهيثمي بعد ما عزاه للطبراني والبزار : وفيه عثمان بن محمد من ولد ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، قال ابن القطان: الغالب على حديثه الوهم، وبقية رجاله ثقات.



الخدمات العلمية