الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
9168 - المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور (حم ق د) عن أسماء بنت أبي بكر (م) عن عائشة - (صح)

التالي السابق


(المتشبع بما لم يعط) بالبناء للمجهول، وفي رواية للعسكري: بما لم ينل، وأصل المتشبع الذي يظهر أنه شبعان وليس بشبعان، ومعناه هنا كما قاله النووي وغيره أنه يظهر أنه حصل له فضيلة وليست بحاصلة (كلابس ثوبي زور) أي ذي زور، وهو من يزور على الناس، فيلبس لباس ذوي التقشف، ويتزيا بزي أهل الزهد والصلاح والعلم، وليس هو بتلك الصفة، وأضاف الثوبين إلى الزور لأنهما لبسا لأجله، وثنى باعتبار الرداء والإزار، يعني أن المتحلي بما ليس له كمن لبس ثوبين من الزور، فارتدى بأحدهما وتأزر بالآخر، ذكره القاضي تلخيصا من قول الزمخشري : المتشبع بموحدة على معنيين، أحدهما: المتكلف إسرافا في الأكل وزيادة على الشبع، الثاني، المشبه بالشبعان وليس به، وبهذا المعنى استعير للمتحلي بفضيلة وليس من أهلها، ومشبه بلابس ثوبي زور، أي ذي زور، وهو من يزور على الناس بأن تزيا بزي أهل الزهد رياء، وأضاف الثوبين إلى الزور لكونهما ملبوسين لأجله، فقد اختصا به اختصاصا يسوغ إضافتهما إليه، وأراد أن المتحلي كمن لبس ثوبين من الزور، ارتدى بأحدهما، وائتزر بالآخر اهـ. وهو بمعنى قول بعضهم: هو الذي يلبس ثياب الزهاد وباطنه مملوء بالفساد، وكل منهما زور أي مخالف بالنسبة للآخر، أو من يصل بكميه كمين ليرى أنه لابس قميصين، أو من يلبس ثوبين لغيره موهما أنهما له، قال القرطبي : وكيف كان، يتحصل منه أن تشبع المرأة على ضرتها بما لم يعطها زوجها حرام لأنه تشبه بمحرم، قال في المطامح: وذا من بديع التشبيه وبليغه، ومنه أخذ أنه ينبغي للعالم أن لا ينتصب للتدريس والإفادة حتى يتمكن من الأهلية، ولا يذكر الدرس من علم لا يعرفه، سواء شرط الواقف أم لا، فإنه لعب في الدين وإزراء به، قال الشبلي: من تصدر قبل أوانه فقد تصدى لهوانه

(حم ق د) في الأدب (عن أسماء بنت أبي بكر) الصديق (م عن عائشة ) قالت: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إن لي زوجا وضرة، وإني أتشبع من زوجي: أقول أعطاني وكساني كذا وهو كذب، فذكره.



الخدمات العلمية