الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
2743 - "انظرن من إخوانكن؛ فإنما الرضاعة من المجاعة" ؛ (حم ق د ن هـ)؛ عن عائشة ؛ (صح) .

التالي السابق


(انظرن) ؛ بهمزة وصل؛ وضم المعجمة؛ من "النظر"؛ بمعنى التفكر والتأمل والتدبر؛ (من) ؛ استفهام؛ (إخوانكن) ؛ أي: تأملن أيها النساء في شأن إخوانكن من الرضاع ؛ أهو رضاع صحيح بشرطه؛ من وقوعه ضمن الرضاعة؛ وقدر الارتضاع؛ فإن التحريم إنما يثبت إذا توفرت الشروط؛ قاله لعائشة ؛ وقد رأى عندها رجلا ذكرت أنه أخوها منه؛ ثم علل الباعث على إمعان النظر بقوله: (فإنما) ؛ الفاء تعليلية؛ لقوله: "انظرن"؛ (الرضاعة) ؛ المحرمة للخلوة؛ (من المجاعة) ؛ بفتح الميم: الجوع؛ أي: إنما الرضاعة المحرمة: ما سد مجاعة الطفل من اللبن ؛ بأن أغذاه؛ وأنبت لحمه؛ وقوى عظمه؛ فلا يكفي بنحو مصتين؛ ولا إن كان بحيث لا يشبعه إلا الخبز؛ كأن جاوز الحولين؛ لأن المدار على تقوية عظمه ولحمه من لبنها؛ بحيث يصير كجزء منها؛ وأدنى ما يحصل ذلك خمس رضعات تامات؛ في حال يكون اللبن فيه كافيا للطفل؛ مشبعا له؛ لضعف معدته؛ وإنما يكون ذلك فيما دون حولين.

(حم ق د ن هـ؛ عن عائشة ) ؛ قالت: دخل علي النبي - صلى الله عليه وسلم - وعندي رجل؛ فقال: "يا عائشة ؛ من هذا؟"؛ قلت: أخي من الرضاعة ؛ فذكره.




الخدمات العلمية