الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
2927 - "إياكم والطمع؛ فإنه هو الفقر الحاضر؛ وإياكم وما يعتذر منه" ؛ (طس)؛ عن جابر ؛ (ض) .

التالي السابق


(إياكم والطمع) ؛ الذي هو انبعاث هوى النفس إلى ما في أيدي الناس ؛ (فإنه هو الفقر الحاضر) ؛ والحر عبد إن طمع؛ والعبد حر إن قنع؛ وقد قال علي - كرم الله وجهه - في قوله (تعالى): فلنحيينه حياة طيبة -: "إنها القناعة"؛ وقال حكيم : أكثر مصارع العقول؛ تحت بروق المطامع؛ وقال بشر : لو لم يكن في القنوع إلا التمتع بالعز؛ لكفى؛ وقال الشافعي : من غلبت عليه شهوة الدنيا؛ لزمته العبودية لأهلها؛ ومن رضي بالقنوع؛ زال عنه الخضوع؛ وقال العارف المرسي - رضي الله عنه -: أردت أن أشتري شيئا ممن يعرفني؛ وقلت: لعله يحابيني؛ فنوديت: "السلامة في الدين بترك الطمع في المخلوقين"؛ وقال: الطمع ثلاثة أحرف؛ كلها مجوفة؛ فهو بطن كله؛ فلذا صاحبه لا يشبع أبدا؛ (وإياكم وما يعتذر منه) ؛ أي: قوا أنفسكم الكلام فيما يحوج إلى الاعتذار ؛ كما سبق.

(تتمة) : قال بعض العارفين: الطمع طمعان: طمع يوجب الذل لله؛ وهو إظهار الافتقار؛ وغايته العجز والانكسار؛ وغايته الشرف والعز والسعادة الأبدية؛ وطمع يوجب الذل في الدارين؛ أي: وهو المراد هنا؛ وهو رأس حب الدنيا؛ وحب الدنيا رأس كل خطيئة؛ والخطيئة ذل؛ وخزي؛ وحقيقة الطمع أن تعلق همتك وقلبك وأملك بما ليس عندك؛ فإذا أمطرت مياه الآمال على أرض الوجود؛ وألقي فيها بذر الطمع؛ بسقت أغصانها بالذل؛ ومتى طمعت في الآخرة وأنت غارق في بحر الهوى؛ ضللت؛ وأضللت.

(طس) ؛ وكذا العسكري ؛ (عن جابر ) ؛ قال الهيثمي : فيه ابن أبي حميد ؛ مجمع على ضعفه.




الخدمات العلمية