الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
357 - " إذا أحب أحدكم أخاه؛ فليعلمه أنه يحبه " ؛ (حم خد د ت حب ك) ؛ عن المقداد بن معديكرب؛ (حب)؛ عن أنس ؛ (خد)؛ عن رجل من الصحابة؛ (صح).

التالي السابق


(إذا أحب أحدكم) ؛ محبة دينية؛ قال الحراني : من " الحب" ؛ وهو إحساس بوصلة لا يدرك كنهها؛ (أخاه) ؛ في الدين؛ كما يرشد إليه قوله في رواية: " صاحبه" ؛ وفي أخرى: " عبدا" ؛ (فليعلمه) ؛ ندبا مؤكدا؛ (أنه) ؛ أي: بأنه؛ (يحبه) ؛ لله - سبحانه وتعالى -؛ لأنه إذا أخبره به فقد استمال قلبه؛ واجتلب وده؛ فإنه إذا علم أنه يحبه قبل نصحه؛ ولم يرد عليه قوله في عيب فيه أخبره به ليتركه؛ فتحصل البركة؛ قال البغدادي: إنما حث على الإعلام بالمحبة إذا كانت لله؛ لا لطمع في الدنيا؛ ولا هوى؛ بل يستجلب مودته؛ فإن إظهار المحبة لأجل الدنيا والعطاء تملق؛ وهو نقص؛ والله أعلم.

(تنبيه) : ظاهر الحديث لا يتناول النساء؛ فإن اللفظ " أحد" ؛ بمعنى " واحد" ؛ وإذا أريد المؤنث إنما يقال: " إحدى" ؛ لكنه يشمل الإناث؛ على التغليب؛ وهو مجاز معروف مألوف؛ وإنما خص الرجال لوقوع الخطاب لهم غالبا؛ وحينئذ إذا أحبت المرأة أخرى لله؛ ندب إعلامها.

(حم خد د) ؛ في الأدب؛ (ت) ؛ في الزهد؛ وقال: حسن صحيح؛ (حب ك) ؛ وصححه؛ (عن المقداد بن معديكرب) ؛ الكندي ؛ صحابي له وفادة وشهرة؛ (حب؛ عن أنس ) ؛ ابن مالك ؛ (خد؛ عن رجل من الصحابة) ؛ رمز لحسنه؛ وهو أعلى من ذلك؛ إذ لا ريب في صحته.



الخدمات العلمية