الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
392 - " إذا أراد الله بقوم نماء؛ رزقهم السماحة؛ والعفاف؛ وإذا أراد بقوم اقتطاعا؛ فتح عليهم باب خيانة " ؛ (طب)؛ وابن عساكر ؛ عن عبادة بن الصامت ؛ (ض).

التالي السابق


(إذا أراد الله بقوم نماء) ؛ بالفتح والمد؛ أي: زيادة في الخير؛ وسعة في الرزق؛ يقال: " نمى الشيء؛ ينمي" ؛ كثر؛ (رزقهم السماحة) ؛ أي: السخاء؛ (والعفاف) ؛ بالفتح؛ والتخفيف: الكف عن المنهي شرعا؛ وعن السؤال من الناس؛ (وإذا أراد بقوم اقتطاعا) ؛ أي: يسلبهم ويقطع عنهم ما هم فيه من خير ونعمة وبركة؛ " افتعال" ؛ من " القطع" ؛ الإبانة؛ من قولهم: " اقتطع من ماله شيئا" ؛ أخذه؛ يعني: أراد أن يأخذ منهم ما خولهم؛ ومنحهم؛ (فتح عليهم باب خيانة) ؛ أي: نقص بما ائتمنوا عليه من حقوق الله (تعالى)؛ [ ص: 263 ] وحقوق خلقه؛ فإن الأمانة تجلب الرزق؛ والخيانة تجلب الفقر؛ كما في خبر يأتي؛ والتعبير بالفتح مجاز؛ أو تهكم؛ إذ هو لا يستعمل إلا في الخير غالبا؛ والقصد الترغيب في هاتين الخصلتين؛ والترهيب عن ضدهما؛ قال الراغب : الخيانة والنفاق واحد؛ إلا أن الخيانة يقال اعتبارا بالعهد؛ والأمانة؛ والنفاق يقال اعتبارا بالدين؛ ثم يتداخلان؛ فالخيانة مخالفة الحق؛ بنقض العهد في السر؛ ونقيض الخيانة الأمانة؛ و" الاختيان" : تحرك شهوة الإنسان ليتحرى الخيانة؛ وظاهر صنيع المؤلف أن هذا هو الحديث بتمامه؛ ولا كذلك؛ بل بقيته: حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون

(طب؛ وابن عساكر ) ؛ وكذا الدارمي ؛ والديلمي ؛ (عن عبادة بن الصامت ) ؛ ولم يرمز له بشيء.



الخدمات العلمية