الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4002 - "خير البقاع المساجد؛ وشر البقاع الأسواق" ؛ (طب ك)؛ عن ابن عمر ؛ (صح) .

التالي السابق


( خير البقاع المساجد ) ؛ لأنها محل فيوض الرحمة؛ وإدرار النعمة؛ ( وشر البقاع الأسواق ) ؛ قرن المساجد بالأسواق؛ مع أن غيرها قد يكون شرا منها؛ ليبين أن الديني يدفعه الأمر الدنيوي؛ فكأنه قيل: خير البقاع مخلصة لذكر الله؛ مسلمة من الشوائب الدنيوية؛ فالجواب من أسلوب الحكيم ؛ فإنه سئل: أي البقاع خير؛ فأجاب به؛ وبضده؛ وسبق أن هذا من وصف المحل بما يقع فيه.

(تنبيه) :

هذا الحديث فيه قصة عند الطبراني في الأوسط؛ عن أنس مرفوعا؛ ولفظه: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لجبريل : "أي البقاع خير لك؟"؛ قال: "لا أدري"؛ قال: "فسل ربك - عز وجل"؛ فبكى جبريل ؛ وقال: "أولنا أن نشاء إلا إذا شاء؟!"؛ ثم عرج إلى السماء؛ ثم أتى؛ فقال: "خير البقاع بيوت الله"؛ قال: "فأي البقاع أشر؟"؛ فعرج إلى السماء؛ ثم أتاه؛ فقال: "شر البقاع الأسواق" ؛ تفرد به عبيد بن واقد ؛ في إحدى الطريقين؛ عن عمارة ؛ وعبيد ضعيف؛ وفي رجال الطريق الأخرى زياد النميري ؛ وهو ضعيف؛ لكن للحديث شواهد يتقوى بها؛ كما أفاده الحافظ ابن حجر ؛ في تخريج المختصر.

(طب ك؛ عن ابن عمر ) ؛ ابن الخطاب ؛ وكذا رواه الطبراني ؛ عن جبير بن مطعم ؛ قال: سأل رجل النبي - صلى الله عليه وسلم -: أي البقاع خير؟ فذكره؛ قال الهيثمي : وفيه عطاء بن السائب ؛ ثقة لكنه اختلط آخرا؛ وبقية رجاله موثقون؛ وقال ابن حجر في تخريج المختصر: حسن؛ وأخرجه أيضا ابن حبان ؛ ووقع عنده في أوله السؤال؛ والجواب بـ "لا أدري"؛ وكذا عند الحاكم ؛ وأصل الحديث عند مسلم من رواية أبي هريرة بغير قصة بلفظ: "أحب البلاد إلى الله مساجدها؛ وأبغض البلاد إلى الله أسواقها" ؛ كما تقدم.




الخدمات العلمية