الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
446 - " إذا اشتريت نعلا فاستجدها؛ وإذا اشتريت ثوبا فاستجده " ؛ (طس)؛ عن أبي هريرة ؛ وعن ابن عمر بزيادة: " وإذا اشتريت دابة فاستفرهها؛ وإن كانت عندك كريمة قوم فأكرمها" ؛ (ض).

التالي السابق


(إذا اشتريت نعلا) ؛ أي: حذاء؛ يقي قدمك من الأرض؛ قال في المصباح: ويطلق على التاسومة؛ ويظهر أن يلحق به الخف؛ (فاستجدها) ؛ بسكون الدال الخفيفة؛ أي: اتخذها جيدة؛ كما يدل له خبر: " إن أحدنا يحب أن يكون ثوبه حسنا؛ وأن تكون نعله حسنة" ؛ لا من " الجديد" ؛ المقابل لـ " القديم" ؛ وإلا لقال: " استجدها" ؛ بالتشديد؛ والرواية بخلافه؛ (وإذا اشتريت ثوبا) ؛ قميصا؛ أو جبة؛ أو عمامة؛ أو رداء؛ (فاستجده) ؛ فيه العمل المقرر؛ والأمر إرشادي؛ والظاهر أن المراد باستجادة النعل؛ أو الثوب كونه صفيقا؛ محكم الصنعة؛ يبقى مدة مديدة؛ للانتفاع به عادة؛ لا كونه من نعال أو ثياب المترفين؛ المتصلفين؛ المبالغين في التعمق في التزين.

(طس؛ عن أبي هريرة ؛ وعن ابن عمر ؛ بزيادة: وإذا اشتريت دابة) ؛ أي: إذا أردت شراء دابة؛ للركوب؛ من فرس؛ أو بعير؛ أو بغل؛ أو حمار؛ (فاستفرهها) ؛ بهمزة وصل؛ أي: اجتهد أن تكون ذات نشاط؛ وخفة؛ وسرعة؛ يقال: " حمار وبرذون فاره؛ بين الفروهة؛ والفراهة؛ والفره" ؛ النشاط والخفة؛ والأمر إرشادي؛ (وإذا كانت عندك كريمة قوم) ؛ أي: زوجة؛ أو سرية كريمة؛ من قوم كرام؛ (فأكرمها) ؛ بأن تفعل بها ما يليق بمنصب آبائها؛ وعصباتها؛ وخص المذكورات لأن عليها مدار نظام الأمور الدنيوية؛ وألزم الأشياء للإنسان؛ قال الهيتمي: فيه أبو أمية بن يعلى؛ وهو متروك.



الخدمات العلمية