الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              1125 1179 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا شعبة ، عن أنس بن سيرين قال : سمعت أنس بن مالك الأنصاري قال : قال رجل من الأنصار -وكان ضخما- للنبي - صلى الله عليه وسلم - : إني لا أستطيع الصلاة معك . فصنع للنبي - صلى الله عليه وسلم - طعاما ، فدعاه إلى بيته ، ونضح له طرف حصير بماء ، فصلى عليه ركعتين . وقال فلان بن فلان بن جارود لأنس - رضي الله عنه - : أكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي الضحى ؟ فقال : ما رأيته صلى غير ذلك اليوم . [انظر : 670 - فتح: 3 \ 57]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              وهذا ذكره مسندا .

                                                                                                                                                                                                                              وذكر فيه حديث أبي هريرة (د . ت . س ) أوصاني خليلي بثلاث . وعد منها صلاة الضحى .

                                                                                                                                                                                                                              وحديث أنس : أنه - صلى الله عليه وسلم - صلى عند عتبان ركعتين فقال فلان بن فلان بن الجارود لأنس : أكان - عليه السلام - يصلي الضحى ؟ فقال : ما رأيته صلى غير ذلك اليوم .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 194 ] الشرح :

                                                                                                                                                                                                                              الحديثان أخرجهما مسلم أيضا . وحديث أنس ليس صريحا في أنها صلاة الضحى . نعم روى الحاكم من حديث عتبان بن مالك أنه - صلى الله عليه وسلم - صلى في بيته سبحة الضحى فقاموا وراءه فصلوا . وقد سلف حديث عتبان في باب : هل يصلي الإمام بمن حضر ؟ وهل يخطب يوم الجمعة في المطر ؟ .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله : (أوصاني خليلي ) لا يخالف قوله - صلى الله عليه وسلم - : "لو كنت متخذا خليلا من أمتي ، لاتخذت أبا بكر " لأن الممتنع أن يتخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غيره خليلا . ولا يمتنع أن يتخذ الصحابي وغيره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خليلا .

                                                                                                                                                                                                                              وفيه : فضيلة صلاة الضحى ، والحث عليها ، وأنها ركعتان ، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر ، والوتر قبل النوم . وهو محمول على من لا يستيقظ آخر الليل ، فإن أمن فالتأخير أفضل ; للحديث الصحيح : وانتهى وتره إلى السحر .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله : (وقال فلان بن فلان بن جارود ) قيل : إنه عبد الحميد بن المنذر ، وله ترجمة .




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية