الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              2999 [ ص: 611 ] 8 - باب: دعاء الإمام على من نكث عهدا 3170 - حدثنا أبو النعمان، حدثنا ثابت بن يزيد، حدثنا عاصم قال: سألت أنسا - رضي الله عنه - عن القنوت، قال: قبل الركوع. فقلت: إن فلانا يزعم أنك قلت: بعد الركوع، فقال: كذب. ثم حدثنا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قنت شهرا بعد الركوع يدعو على أحياء من بني سليم، قال: بعث أربعين أو سبعين - يشك فيه - من القراء إلى أناس من المشركين، فعرض لهم هؤلاء فقتلوهم، وكان بينهم وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - عهد، فما رأيته وجد على أحد ما وجد عليهم. [انظر: 1001 - مسلم: 677 - فتح: 6 \ 272]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث عاصم: سألت أنسا عن القنوت... الحديث.

                                                                                                                                                                                                                              وقد سلف في الصلاة في باب: القنوت قبل الركوع وبعده، وقال هناك في القراء: زهاء سبعين، وقال هنا: بعث أربعين أو سبعين - يشك فيه - من القراء.

                                                                                                                                                                                                                              وشيخ البخاري (أبو النعمان): هو عارم محمد بن الفضل السدوسي، مات بعد العشرين ومائتين، قيل: تغير بآخره، وشيخه: ثابت بن زيد، وقيل: ابن زيد، والأول: أصح، يكنى أبا زيد الأحول، بصري. وشيخه: عاصم بن سليمان الأحول أبو عبد الرحمن، بصري، مولى بني تميم، وقيل: مولى عثمان، مات سنة إحدى أو اثنتين وأربعين ومائة، وذكره البخاري أيضا في الوتر والجنائز، ويأتي في المغازي والدعوات.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 612 ] فصل:

                                                                                                                                                                                                                              قد أسلفنا الجزم برواية (سبعين) فيما مضى، ولما ذكر ابن التين رواية الشك قال: هم سبعون كما تقدم، وأن المسلمين أصيبوا بثلاث مصائب، قتل في كل مصيبة منهم سبعون: يوم أحد ويوم القراء ويوم اليمامة في خلافة الصديق.

                                                                                                                                                                                                                              فصل:

                                                                                                                                                                                                                              وكان - صلى الله عليه وسلم - لا يدعو بالشر على أحد من الكفار ما دام يرجو لهم الرجوع والإقلاع عما هم عليه، ألا ترى أنه - عليه السلام - سئل أن يدعو على دوس فدعا لها بالهدى، وإنما دعا على بني سليم حين نكثوا العهد وغدروا ويئس من إنابتهم ورجوعهم عن ضلالتهم، فأجاب الله بذلك دعوته، وأظهر صدقه وبرهانه، وهذه القصة أجل في جواز الدعاء في الصلاة، والخطبة على عدو المسلمين ومن خالفهم ومن نكث عهدا وشبهه.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية