الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              5924 [ ص: 135 ] 40 - باب: القائلة في المسجد

                                                                                                                                                                                                                              6280 - حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي تراب، وإن كان ليفرح به إذا دعي بها، جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيت فاطمة - عليها السلام - فلم يجد عليا في البيت فقال: "أين ابن عمك؟". فقالت: كان بيني وبينه شيء، فغاضبني فخرج فلم يقل عندي. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لإنسان: "انظر أين هو؟" فجاء فقال: يا رسول الله، هو في المسجد راقد. فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه فأصابه تراب، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسحه عنه وهو يقول: "قم أبا تراب، قم أبا تراب". [انظر: 441 - مسلم: 2409 - فتح: 11 \ 70]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث سهل - رضي الله عنه - في قصة علي ونومه في المسجد وتكنيته بأبي تراب.

                                                                                                                                                                                                                              وفيه كما قال المهلب: جواز النوم بالنهار والليل في المسجد من غير ضرورة إلى ذلك. وقد تقدم من أجاز ذلك، ومن كرهه في باب: نوم الرجل، من كتاب الصلاة.

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: ممازحة (الصهر) وتكنيته بغير كنيته ولشيء عرض له كما كنى أبا هريرة بهرة كذلك كنى عليا بالتراب الذي احتبس إليه.

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: جواز ممازحة أهل الفضل، وكان - عليه السلام - يمزح ولا يقول إلا حقا.

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: الرفق بالأصهار، وإلطافهم، وترك معاتبتهم على ما يكون منهم لأهلهم; لأنه - عليه السلام - لم يعاتب عليا على مغاضبته لأهله، بل قال له "قم" وعرض له بالانصراف إلى أهله.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية