الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
536 [ 364 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا الثقة، عن الزهري، عن ثابت بن قيس، عن أبي هريرة قال: أخذت الناس ريح بطريق مكة وعمر -رضي الله عنه- حاج فاشتدت، فقال عمر لمن حوله: ما بلغكم في الريح؟

فلم يرجعوا إليه شيئا، فبلغني الذي سأل عمر عنه من أمر الريح فاستحثثت راحلتي حتى أدركت عمر وكنت في مؤخر الناس، فقلت: يا أمير المؤمنين أخبرت أنك سألت عن الريح وإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الريح من روح الله تأتي بالرحمة وبالعذاب، فلا تسبوها، وسلوا الله من خيرها، وعوذوا بالله من شرها . .

التالي السابق


الشرح

ثابت بن قيس من التابعين زرقي أنصاري.

روى عن: أبي هريرة.

وروى عنه: الزهري .

والحديث الأول المرسل بعض الثاني المسند، وقد رواه عن الزهري : الأوزاعي ويونس بن يزيد ومعمر.

[ ص: 61 ] وقوله: فلم يرجعوا إليه شيئا أي: يردوا عليه جوابا.

وقوله: "فاستحثثت راحلتي" أي: حثثتها، يقال: حثه واستحثه وحثثه وحثحثه إذا حضضته وحملته على الشيء، والروح والراحة من الاستراحة، ويوم روح أي: طيب، والروح نسيم، ومكان روحاني أي: طيب، وروح وريحان أي: رحمة ورزق.

والمقصود النهي عن سب الريح، قال الشافعي : ولا ينبغي لأحد أن يسب الريح; فإنها خلق لله تعالى مطيع وجند من أجناده يجعلها رحمة إذا شاء ونقمة إذا شاء، ويروى; أن رجلا شكا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الفقر، فقال: لعلك تسب الريح.

[ ص: 62 ]



الخدمات العلمية