الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                6224 [ ص: 537 ] ص: حدثنا يونس ، قال: ثنا ابن وهب ، قال: حدثني سفيان الثوري ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة ، - أو عن عائشة -رضي الله عنها-: "أن رسول الله -عليه السلام- كان إذا ضحى اشترى كبشين عظيمين سمينين أملحين أقرنين موجوءين ، يذبح أحدهما عن أمته من شهد منهم بالتوحيد وشهد له بالبلاغ، ، والآخر عن محمد وآل محمد". .

                                                التالي السابق


                                                ش: إسناده صحيح ورجاله ثقات، وأبو سلمة عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف .

                                                وأخرجه ابن ماجه: نا محمد بن يحيى، ثنا عبد الرزاق، أنا الثوري عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن أبي سلمة ، عن عائشة - أو عن أبي هريرة -: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أراد أن يضحي اشترى كبشين... إلى آخره نحوه.

                                                وأخرجه البيهقي في "سننه": من حديث الثوري ... إلى آخره نحوه.

                                                وقال الشافعي: وقد روي عن النبي -عليه السلام- من وجه لا يثبت أنه ضحى بكبشين، فقال في أحدهما بعد ذكر الله: "اللهم عن محمد وآل محمد، وفي الآخر: اللهم عن محمد وأمة محمد". وقال البيهقي: إنما أراد حديث الثوري عن ابن عقيل المذكور، ثم قال: ورواه جماعة عن سفيان، وقد رواه زهير بن محمد عن ابن عقيل عن ابن الحسين عن أبي رافع عن النبي -عليه السلام-، ورواه حماد بن سلمة عن ابن عقيل عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه عن النبي -عليه السلام-، قال البخاري: لعله سمع من هؤلاء.

                                                قوله: "أملحين" الأملح من الكباش هو الذي في خلال صوفه الأبيض طرفات سود، وفي "النهاية": الأملح الذي بياضه أكثر من سواده، وقيل: هو النقي البياض.

                                                قوله: "موجوءين" أي منزوعي الأنثيين والوجاء: الخصاء، يقال: وجأت

                                                [ ص: 538 ] الدابة فهي موجوءة إذا خصيتها، وفيه دليل على أن الخصاء في الضحايا غير مكروه، وقد كرهه بعض أهل العلم لنقص العضو، وهذا نقص ليس بعيب؛ لأن الخصاء يعيد اللحم طيبا وينفي عنه الزهومة وسوء الرائحة.




                                                الخدمات العلمية