الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                6226 6227 6228 6229 ص: حدثنا ابن مرزوق قال: ثنا عفان ، (ح).

                                                وحدثنا محمد بن خزيمة ، قال: ثنا حجاج ، قالا: ثنا حماد بن سلمة ، قال: ثنا عبد الله بن محمد بن عقيل ، قال: أخبرني عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله ، قال: حدثني أبي: أن رسول الله -عليه السلام- أتي بكبشين أملحين عظيمين أقرنين موجوءين ، فأضجع أحدهما وقال: بسم الله والله أكبر اللهم هذا عن محمد وأمته [من] شهد لك بالتوحيد وشهد لي بالبلاغ". .

                                                حدثنا ابن أبي داود ، قال: ثنا أحمد بن خالد الوهبي ، قال: ثنا ابن إسحاق ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي عياش ، عن جابر بن عبد الله قال: "ضحى رسول الله -عليه السلام- بكبشين في يوم عيد، فقال حين وجههما: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض إلى آخر الآية والآية الأخرى، اللهم منك ولك عن محمد وأمته ثم سمى وكبر وذبح".

                                                حدثنا يونس ، قال: أنا ابن وهب ، قال: أخبرني يعقوب بن عبد الرحمن ، ويحيى بن عبد الله بن سالم ، عن عمرو مولى المطلب ، عن المطلب بن عبد الله ، وعن رجل من بني سلمة أنهما حدثاه [أن] جابر بن عبد الله أخبرهما: "أن رسول الله -عليه السلام- صلى للناس يوم النحر فلما فرغ من خطبته وصلاته دعا هو بكبشين فذبحهما هو بنفسه فقال: بسم الله والله أكبر وقال: اللهم عني وعن من لم يضح من أمتي".

                                                [ ص: 540 ]

                                                التالي السابق


                                                [ ص: 540 ] ش: هذه أربع طرق:

                                                الأول: عن إبراهيم بن مرزوق عن عفان بن مسلم الصفار عن حماد بن سلمة عن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب المدني عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه جابر بن عبد الله .

                                                الثاني: عن محمد بن خزيمة عن حجاج بن منهال الأنماطي شيخ البخاري عن حماد بن سلمة ... إلى آخره.

                                                ورجالهما ثقات غير أن عبد الله بن محمد بن عقيل فيه مقال، فقال أبو حاتم: لين الحديث ليس بالقوي، ولا ممن يحتج بحديثه. وقال النسائي: ضعيف. وقال البخاري: مقارب الحديث.

                                                الثالث: عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي عن أحمد بن خالد الكندي الوهبي عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي عياش المصري - بالياء آخر الحروف والشين - عن جابر -رضي الله عنه-.

                                                وأخرجه البيهقي في "سننه" من حديث ابن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي عياش عن جابر قال: "ذبح النبي -عليه السلام- يوم الذبح كبشين أقرنين أملحين موجوءين فلما وجههما قال: إني وجهت..." إلى آخره نحوه.

                                                قال البيهقي: ورواه إبراهيم بن طهمان عن ابن إسحاق قال فيه: "وجههما إلى القبلة حين ذبح". وبعضهم رواه عن ابن إسحاق فقال: عن يزيد بن أبي عمران عن أبي عياش عن جابر .

                                                الرابع: عن يونس بن عبد الأعلى المصري شيخ مسلم عن عبد الله بن وهب عن يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد القاري، روى له الجماعة، وعن يحيى بن عبد الله بن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وثقه ابن حبان وغيره، وروى له مسلم وأبو داود والنسائي .

                                                [ ص: 541 ] كلاهما يرويان عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب، فعن أحمد: ليس به بأس. وعن يحيى: في حديثه ضعف ليس بالقوي وليس بالحجة. وقال أبو زرعة: ثقة. وروى له الجماعة.

                                                عن المطلب بن عبد الله بن حنطب المدني وثقه أبو زرعة وابن حبان والدارقطني .

                                                فإن قيل: ما حال هذا الحديث وكيف احتجت به الشافعية؟

                                                قلت: فيه أشياء:

                                                الأول: أن المطلب لم يسمع من جابر، كذا قال أبو حاتم، وأخرج الترمذي هذا الحديث وقال: غريب، ويقال: إن المطلب لم يسمع من جابر إلا في موضع آخر من كتاب الترمذي، قال محمد: لا أعرف للمطلب سماعا من أحد من الصحابة إلا قوله: حدثني من شهد خطبة النبي -عليه السلام-. وسمعت عبد الله بن عبد الرحمن يقول: لا نعرف له سماعا من أحد من الصحابة. انتهى.

                                                وقال ابن سعد: لا يحتج بحديث المطلب .

                                                الثاني: قال ابن معين: ليس بالقوي وليس بالحجة.

                                                الثالث: أن هذا الحديث متروك عند الشافعية؛ إذ الكبش الواحد لا يجوز عن أكثر من واحد وقد نص الشافعي على ذلك وقد طعن فيه بعضهم من جهة قوله: وعن رجل من بني سلمة.

                                                قلت: هذا ذكر متابعا فإذا احتج بالمطلب فلا تضر جهالته، وإن لم يحتج به فكلاهما مانع من صحة الحديث؛ فافهم.

                                                والحديث أخرجه البيهقي في "سننه": من حديث عمرو بن أبي عمرو ، عن المطلب ، عن جابر -رضي الله عنه- قال: "شهدت أضحى مع رسول الله -عليه السلام- بالمصلى فلما

                                                [ ص: 542 ] قضى خطبته ونزل عن منبره أتي بكبشه فذبحه وقال: بسم الله والله أكبر هذا عني وعن من لم يضح من أمتي".


                                                وأخرجه أبو داود: عن قتيبة عن يعقوب بن عبد الرحمن ... إلى آخره نحوه.




                                                الخدمات العلمية