الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                7125 7126 ص: وعارضوا ما احتج به عليهم مخالفوهم من الأمر الذي ذكرنا بما قد روي عن رسول الله -عليه السلام - :

                                                حدثنا فهد ، قال : ثنا أبو غسان ، قال : ثنا شريك ، عن المخارق ، عن طارق قال : "خطبنا علي - رضي الله عنه - فقال : ما عندنا من كتاب نقرأه عليكم إلا كتاب الله وهذه الصحيفة -يعني صحيفة في دواته ، أو قال : في غلاف سيف عليه - أخذتها من رسول الله -عليه السلام - فيها فرائض الصدقة " .

                                                حدثنا أبو أمية ، قال : ثنا عبيد الله بن موسى ، قال : أنا سفيان ، عن الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن علي - رضي الله عنه - قال : " ليس عندنا عن النبي -عليه السلام - من كتاب إلا كتاب الله -عز وجل - ، وشيء في هذه الصحيفة : المدينة حرام ما بين عير إلى ثور " .

                                                التالي السابق


                                                ش: أي عارض الآخرون ما احتج به عليهم القوم المذكورون الذين خالفوهم من الحديث المذكور بما قد روي عن النبي -عليه السلام - ، وهو حديث علي بن أبي طالب .

                                                وأخرجه من طريقين صحيحين :

                                                الأول : عن فهد بن سليمان ، عن أبي غسان مالك بن إسماعيل النهدي -شيخ البخاري - عن شريك بن عبد الله النخعي ، عن المخارق بن خليفة بن جابر -ويقال : مخارق بن عبد الله بن جابر ، ويقال : مخارق بن عبد الرحمن الكوفي - وثقه يحيى وأحمد ، وروى له البخاري والترمذي والنسائي وأبو داود في القدر .

                                                عن طارق بن شهاب الأحمسي الصحابي .

                                                [ ص: 141 ] وأخرجه البزار في "مسنده " : ثنا إبراهيم بن سعد ، قال : ثنا أبو نعيم ، عن شريك ، عن مخارق ، عن طارق بن شهاب ، قال : "رأيت عليا - رضي الله عنه - وهو يقول على المنبر : ما عندنا كتاب نقرأه عليكم إلا كتاب الله -عز وجل - ، وهذه الصحيفة -صحيفة معلقة في سيفه - وذكر أن فيها فرائض الصدقة التي أخذها في حياة رسول الله -عليه السلام - ، ولا نعلم روى طارق بن شهاب عن علي إلا هذا الحديث ، وطارق رجل قد رأى النبي -عليه السلام - .

                                                وأخرج البخاري : عن محمد بن سلام ، عن وكيع ، عن سفيان ، عن مطرف بن طريف ، عن الشعبي ، عن أبي جحيفة ، عن علي : "هل عندكم عن رسول الله -عليه السلام - شيء سوى القرآن ؟ قال : لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إلا أن يعطي الله عبدا علما في كتابه ، وما في هذه الصحيفة ؟ قلت : وما في هذه الصحيفة ؟ قال : فكاك الأسير ، والعقل ، وأن لا يقتل مسلم بكافر " .

                                                وأخرجه الترمذي : عن أحمد بن منيع ، عن هشيم ، عن مطرف ، عن الشعبي ، أنا أبو جحيفة قال : "قلت لعلي : هل عندكم سوداء في بيضاء ليس في كتاب الله . . . . " الحديث .

                                                والنسائي : عن محمد بن منصور ، عن سفيان ، عن مطرف ، عن الشعبي ، عن أبي جحيفة ، بمعناه .

                                                وابن ماجه : عن علقمة بن عمرو الدارمي ، عن أبي بكر بن عياش عن مطرف ، عن الشعبي نحوه .

                                                الثاني : عن أبي أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي . . إلى آخره .

                                                [ ص: 142 ] وقد أخرجه الطحاوي بعينه في باب : صيد المدينة ، عن فهد ، عن عمر بن حفص بن غياث ، عن أبيه ، عن الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه قال : "خطبنا علي - رضي الله عنه - على منبر من آجر ، وعليه سقف فيه صحيفة معلقة به ، فقال : والله ، ما عندنا من كتاب نقرأه إلا كتاب الله ، وما في هذه الصحيفة ، ثم نشرها فإذا فيها : المدينة حرام من عير إلى ثور " . وقد ذكرنا هناك أن هذا الحديث أخرجه الجماعة غير النسائي واستقصينا الكلام فيه هناك .

                                                وإبراهيم التيمي هو ابن يزيد التيمي ، وأبوه يزيد بن شريك التيمي .




                                                الخدمات العلمية