الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
12062 5515 - (12471) - (3\145) عن أنس، قال: وحدث أنس بن مالك: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم أمر ببضعة وعشرين رجلا من صناديد قريش، فألقوا في طوي من أطواء بدر خبيث مخبث. قال: وكان إذا ظهر على قوم، أقام بالعرصة ثلاث ليال، قال: فلما ظهر على أهل بدر، أقام ثلاث ليال، حتى إذا كان اليوم الثالث، [ ص: 262 ] أمر براحلته، فشدت برحلها، ثم مشى، وأتبعه أصحابه، قالوا: فما نراه ينطلق إلا ليقضي حاجته. قال: حتى قام على شفة الطوي، قال: فجعل يناديهم بأسمائهم، وأسماء آبائهم: " يا فلان بن فلان، أسركم أنكم أطعتم الله ورسوله؟ هل وجدتم ما وعد ربكم حقا؟ " . قال عمر: يا نبي الله! ما تكلم من أجساد لا أرواح فيها؟! قال: " والذي نفس محمد بيده! ما أنتم بأسمع لما أقول منهم " . قال قتادة: أحياهم الله - عز وجل - له حتى سمعوا قوله توبيخا وتصغيرا وتقمية.

التالي السابق


* قوله : " فألقوا في طوي من أطواء بدر " : - بفتح طاء وكسر واو وتشديد تحتية - ; أي: بئر مطوية; أي: مبنية الجوانب بالحجارة أو غيرها، فعيل بمعنى مفعول، فلذا جمع على أطواء; كشريف وأشراف.

* " خبيث مخبث " : اسم فاعل من أخبث.

في " الصحاح " : أخبثه: أفسده، وأخبث; أي: اتخذ أصحابا خبثاء، فهو خبيث مخبث.

وفي " المجمع " : في تفسير هذا الكلام; أي: فاسد مفسد; لما يقع فيه، فأخرجه على المعنى الأول، ويمكن إخراجه على المعنى الثاني; أي: خبيث، وأصحابه خبثاء.

* " إذا ظهر على قوم " : أي: غلب عليهم.

* " بالعرصة " : أي: بمحل الغلبة لإظهار شعائر الإسلام.

* " وأتبعه أصحابه " : أي: أدركوه ولحقوه، ومنه قوله تعالى: فأتبعه الشيطان [الأعراف: 175].

[ ص: 263 ] * " أسركم " : الهمزة للاستفهام، وهو من السرور، ومعنى " أنكم أطعتم " ; أي: فرضه وتقديره، والمراد: أظهر لكم أنكم لو أطعتم، لكنتم مسرورين بها؟

* " ما تكلم " : " ما " استفهامية، و " تكلم " من التكليم; أي: أي كلام تكلم أجسادا كذا; أي: أهو كلام مفيد مسموع، أم لا؟

* * *




الخدمات العلمية