الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
14920 6421 - (15345) - (3 \ 404 - 405) عن الربيع بن سبرة ، عن أبيه ، قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة في حجة الوداع ، حتى إذا كنا بعسفان ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن العمرة قد دخلت في الحج " ، فقال له سراقة بن مالك ، أو مالك بن سراقة - شك عبد العزيز - : أي رسول الله صلى الله عليه وسلم ! علمنا تعليم قوم كأنما ولدوا اليوم ، عمرتنا هذه لعامنا هذا ، أم لأبد ؟ قال : "لا ، بل لأبد " . فلما قدمنا مكة ، طفنا بالبيت وبين الصفا والمروة ، ثم أمرنا بمتعة النساء ، فرجعنا إليه ، فقلنا : يا رسول الله ! إنهن قد أبين إلا إلى أجل مسمى . قال : "فافعلوا " . قال : فخرجت أنا وصاحب لي ، علي برد وعليه برد ، فدخلنا على امرأة ، فعرضنا عليها أنفسنا ، فجعلت تنظر إلى برد صاحبي ، فتراه أجود من بردي ، وتنظر إلي فتراني أشب منه ، فقالت : برد مكان برد ، واختارتني ، فتزوجتها عشرا ببردي ، فبت معها تلك الليلة ، فلما أصبحت ، غدوت إلى المسجد ، فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يخطب يقول : " من كان منكم تزوج امرأة إلى أجل ، فليعطها ما سمى لها ، ولا يسترجع مما أعطاها شيئا ، وليفارقها ; فإن الله تعالى قد حرمها عليكم إلى يوم القيامة " .

التالي السابق


* قوله : "إن العمرة دخلت في الحج " : أي : حلت في أيامه ، على خلاف ما كان عليه أمر الجاهلية .

* "كأنما ولدوا اليوم " : أي : بين لنا بيانا وافيا في غاية الوضوح ; كالبيان لمن لا يعلم شيئا قبل اليوم .

[ ص: 244 ] * "ثم أمرنا بمتعة النساء " : أي : رخص لنا فيها ، وأذن وأباح ، وهذا الحديث يدل على إباحتها بعد فتح مكة أيضا .

قال القاضي عياض : هذه الرواية ساقطة ; فإن الرواة الثقات الأثبات إنما رووا عن سبرة الإباحة يوم فتح مكة ، والذي في حجة الوداع إنما هو التحريم . قلت : وبالجملة : في هذه الرواية خلط بين وقعة الفتح وحجة الوداع .

* * *




الخدمات العلمية