الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
17626 7815 - (18092) - (4\239) عن عمرو بن مرة، قال: سمعت عبد الله بن سلمة، يحدث عن صفوان بن عسال، قال يزيد: المرادي: قال: قال يهودي لصاحبه: اذهب بنا إلى النبي، وقال: يزيد: إلى هذا النبي، حتى نسأله عن هذه [ ص: 492 ]

الآية: ولقد آتينا موسى تسع آيات [ الإسراء: 101]، فقال: لا تقل له: نبي، فإنه إن سمعك صارت له أربع أعين. فسألاه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا تسحروا، ولا تأكلوا الربا، ولا تمشوا ببريء إلى ذي سلطان ليقتله، ولا تقذفوا محصنة، أو قال: تفروا من الزحف شعبة الشاك، وأنتم يا يهود عليكم خاصة أن لا تعتدوا "، قال يزيد: تعدوا في السبت، فقبلا يده ورجله، قال يزيد: فقبلا يديه ورجليه، وقالا: نشهد أنك نبي. قال: " فما يمنعكما أن تتبعاني " قالا: إن داود عليه السلام دعا أن لا يزال من ذريته نبي، وإنا نخشى، قال يزيد: إن أسلمنا، أن تقتلنا يهود.


التالي السابق


* قوله : "اذهب بنا": يحتمل أن يكون الباء بمعنى "مع "، وللتعدية .

* "صارت له أربع أعين ": كناية عن ازدياد الفرح وفرط السرور; إذ الفرح يوجب قوة الأعضاء، وتضاعف القوى يشبه تضاعف الأعضاء الحاملة لها; أي: يفرح غاية الفرح باعتقاد اليهود إياه نبيا، "والآيات " جمع آية، وهي العلامة الظاهرة، تطلق على المعجزة، وعلى الجملة الدالة على حكم من أحكام الله، وعلى كلام منفصل عن آخر بفصل لفظي، والمراد في الآية، أما الأحكام، فلا إشكال في الحديث أو المعجزات، فالجواب غير مذكور في هذا الحديث، تركه الراوي لأمر، والمذكور زائد على الجواب ذكر لهما نصحا .

* "ولا تمشوا ببريء": من البراءة، والباء للتعدية، أو المصاحبة، أي: من كان بريئا عن المعصية، فليس لكم أن تتهموه بها كذبا، ثم تأخذوه وتجروه إلى الحاكم حتى يقتله بتلك المعصية .

* "وأنتم يا يهود": أي: الأحكام السابقة عامة لكم ولغيركم، وعليكم خاصة هذا الحكم، لا يعمكم وغيركم .

[ ص: 493 ] * قوله : "أن لا يزال من ذريته نبي ": أي: فنحن ننتظر ذلك النبي، وهذا كذب منهم; فإنه لا يمكن أن داود يدعو بمثل هذا الدعاء، مع علمه بأن الله تعالى يختم دائرة النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم .

* "وإنا نخشى": علة أخرى لتركهم الاتباع، وهذا أيضا كذب، فقد آمن عبد الله بن سلام وغيره، وما قتلهم اليهود .

* * *




الخدمات العلمية