الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
27041 11173 - (27588) - (6\457) عن هاشم، حدثنا عبد الحميد، قال: حدثنا شهر، قال: حدثتني أسماء بنت يزيد: أن أبا ذر الغفاري كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فإذا فرغ من خدمته، آوى إلى المسجد، فكان هو بيته، يضطجع فيه، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ليلة، فوجد أبا ذر نائما منجدلا في المسجد، فنكته رسول الله صلى الله عليه وسلم برجله حتى استوى جالسا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا أراك نائما؟ " قال: أبو ذر: يا رسول الله، فأين أنام، هل لي من بيت غيره؟ فجلس إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: " كيف أنت إذا أخرجوك منه؟ " قال: إذن ألحق بالشام، فإن الشام أرض الهجرة، وأرض المحشر، وأرض الأنبياء، فأكون رجلا من أهلها، قال له: " كيف أنت إذا أخرجوك من الشام؟ " قال: إذن أرجع إليه، فيكون هو بيتي ومنزلي، قال: " فكيف أنت إذا أخرجوك منه الثانية؟ " قال: إذن آخذ سيفي، فأقاتل عني حتى أموت، قال: فكشر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأثبته بيده، قال: " أدلك على خير من ذلك؟ " قال: بلى، بأبي أنت وأمي يا نبي الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تنقاد لهم حيث قادوك، وتنساق لهم حيث ساقوك حتى تلقاني، وأنت على ذلك".

التالي السابق


* قوله: منجدلا": مطروحا.

* "فنكته": أي: ضربه.

* "فكشر إليه": أي: ضحك إليه.

* * *




الخدمات العلمية