الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
7670 3749 - (7727) - (2 \ 277) عن أبي سعيد مولى عبد الله بن عامر ، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع أحدكم على بيع أخيه، وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى ها هنا - وأشار بيده إلى صدره ثلاث مرات - ، حسب امرئ مسلم من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعرضه".

التالي السابق


* قوله: " لا تحاسدوا ": أي: لا يتمن بعضكم زوال نعمة بعض، سواء أرادها لنفسه، أو لا، قالوا: إلا إذا كان مستعينا بالنعمة على المعصية .

* " ولا تناجشوا ": مر مرارا، و" التباغض ": من البغض ضد المحبة، وهي إرادة المضرة، و" التدابر ": أن يولي كل واحد منهم صاحبه دبره، إما بالأبدان، أو بالآراء والأقوال. " وكونوا عباد الله إخوانا ": هما - منصوبان - على الخبرية، وهو الظاهر،فهي توصية بحسن المعاملة مع الخالق تعالى، وهي المعاملة بالعبودية الخالصة له، ومع الخلق بالتآلف والمودة معهم في الطاعة لا في المعصية; أي: كونوا كلكم على طاعة الله، وعلى الأخوة والمودة فيما بينكم، وفيه إشارة إلى أن المودة لا تجركم إلى المعاونة في المعصية، وإنما تكون مودتكم في طاعته; [ ص: 309 ] بحيث يكون كل منكم معينا لصاحبه على البر والتقوى، لا على الإثم والعدوان، وللاهتمام بهذا المعنى قدم عباد الله، وقيل: "إخوانا" حال، أو بدل، وهو الخبر، و"عباد الله" منصوب على النداء .

* " ولا يخذله ": - بضم ذال معجمة - ; أي: لا يترك إعانته ونصرته .

* " ولا يحقره ": كيضرب .

* " هاهنا ": أي: في القلب; أي: لا تظهر، فلعله يحقر من هو أتقى منه، وكيف ذلك مع أن الأتقى أكرم؟!* " حسب امرئ. . . إلخ ": أي: يكفيه في الشر أن يحقر مسلما; أي: لو كان الشر مطلوبا، لكفى منه هذا القدر، وفيه إعظام لذلك .

* " كل المسلم ": أي: المسلم بجميع ما يتعلق به من المال والعرض وغيرهما حرام .

* " دمه ": بدل من "كل المسلم " بدل البعض من الكل .

* * *




الخدمات العلمية