الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        4892 - حدثنا محمد بن خزيمة ، قال : ثنا مسلم بن إبراهيم ، قال : ثنا عبد العزيز بن المختار الأنصاري ، قال : ثنا عبد الله بن الداناج ، قال : ثنا حضين بن المنذر الرقاشي ، قال : شهدت عثمان بن عفان وقد أتي بالوليد بن عقبة ، وقد صلى بأهل الكوفة الصبح أربعا ، وقال : ( أزيدكم ) . قال : فشهد عليه حمران ورجل آخر .

                                                        قال : فشهد أحدهما أنه رآه يشربها وشهد الآخر أنه رآه يقيئها .

                                                        قال : فقال عثمان : إنه لم يقئها حتى شربها ، فقال عثمان لـ ( علي ) : أقم عليه الحد ، فقال علي لابنه الحسن : أقم عليه الحد .

                                                        قال : فقال الحسن : ول حارها من تولى قارها .

                                                        [ ص: 153 ] قال : فقال علي لعبد الله بن جعفر : ( أقم عليه الحد ) ، فأخذ السوط ، فجعل يجلده وعلي يعد حتى بلغ أربعين ، ثم قال له : أمسك . ثم قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم جلد أربعين ، وجلد أبو بكر أربعين ، وجلد عمر ثمانين ، وكل سنة ، وهذا أحب إلي
                                                        .

                                                        قال أبو جعفر : فذهب قوم إلى أن الحد الذي يجب على شارب الخمر هذا أربعون ، واحتجوا في ذلك بهذه الآثار .

                                                        وخالفهم في ذلك آخرون ، وادعوا فساد هذا الحديث ، وأنكروا أن يكون علي رضي الله عنه قال من ذلك شيئا ؛ لأنه قد روي عنه ما يخالف ذلك ويدفعه .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية