الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        6421 - حدثنا أبو بكرة قال : ثنا عبد الله بن حمران ، قال : ثنا عقبة بن التوأم الرقاشي ، قال : حدثني أبو كثير اليمامي ، قال : دخلت من اليمامة إلى المدينة ، لما أكثر الناس الاختلاف في النبيذ ، لألقى أبا هريرة ، فأسأله عن ذلك ، فلقيته فقلت : يا أبا هريرة ، إني أتيتك من اليمامة أسألك عن النبيذ ، فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم ، لا تحدثني عن غيره .

                                                        فقال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : الخمر من الكرمة والنخلة
                                                        .

                                                        [ ص: 212 ] قال أبو جعفر : فذهب قوم إلى أن الخمر من التمر والعنب جميعا ، واحتجوا في ذلك بهذا الحديث .

                                                        وخالفهم في ذلك آخرون فقالوا : الخمر المحرمة في كتاب الله تعالى ، هي الخمر التي من عصير العنب إذا نش العصير وألقى بالزبد ، هكذا كان أبو حنيفة رحمه الله يقول .

                                                        وقال أبو يوسف رحمه الله : إذا نش ، وإن لم يلق بالزبد ، فقد صار خمرا .

                                                        وليس الحديث الذي رويناه عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في أول هذا الباب ، بخلاف ذلك عندنا ، لأنه يحتمل أن يكون أراد بقوله : الخمر من هاتين الشجرتين ، إحداهما ، فعمهما بالخطاب وأراد إحداهما دون الأخرى كما قال الله عز وجل : يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان وإنما يخرج من أحدهما .

                                                        وكما قال : يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم والرسل من الإنس لا من الجن .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية