الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 381 ] ذكر خبر أوهم بعض المستمعين ممن لم يطلب العلم من مظانه ، أنه مضاد للخبرين اللذين ذكرناهما .

                                                                                                                          164 - أخبرنا ابن قتيبة ، قال : حدثنا يزيد بن موهب ، قال : حدثني الليث بن سعد ، عن ابن شهاب ، عن عطاء بن يزيد الليثي ، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار ، عن المقداد بن الأسود أنه أخبره ، أنه قال : يا رسول الله ، أرأيت إن لقيت رجلا من الكفار فقاتلني ، فضرب إحدى يدي بالسيف فقطعها ، ثم لاذ مني بشجرة وقال : أسلمت لله ، أفأقتله بعد أن قالها ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقتله ، قلت : يا رسول الله ، إنه قد قطع يدي ، ثم قال ذلك بعد أن قطعها ، أفأقتله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقتله ، فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله ، وأنت بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال .

                                                                                                                          [ ص: 382 ] قال أبو حاتم رضي الله عنه : قوله صلى الله عليه وسلم : فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله يريد به : أنك تقتل قودا ، لأنه كان قبل أن أسلم حلال الدم . وإذا قتلته بعد إسلامه صرت بحالة تقتل مثله قودا به ، لا أن قتل المسلم يوجب كفرا يخرج من الملة ، إذ الله قال : يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية