الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          ذكر كتبة الله عز وجل جوازا من النار لمن استجار منها في عقب صلاة الغداة ، والمغرب سبع مرات نعوذ بالله منها

                                                                                                                          2022 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا داود بن رشيد قال : حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن حسان الكناني عن مسلم بن الحارث بن مسلم التميمي عن أبيه ، قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية ، فلما بلغنا المغار ، استحثثت فرسي ، فسبقت أصحابي ، [ ص: 367 ] فتلقاني الحي بالرنين ، فقلت : قولوا : لا إله إلا الله تحرزوا ، فقالوها ، فلامني أصحابي ، وقالوا : حرمنا الغنيمة بعد أن ردت بأيدينا ، فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أخبروه بما صنعت ، فدعاني ، فحسن لي ما صنعت ، وقال : أما إن الله قد كتب لك بكل إنسان منهم كذا وكذا .

                                                                                                                          قال عبد الرحمن : فأنا نسيت الثواب ، قال : ثم قال لي : إني سأكتب لك كتابا ، وأوصي بك من يكون بعدي من أئمة المسلمين قال : فكتب لي كتابا ، وختم عليه ، ودفعه إلي وقال : إذا صليت المغرب ، فقل قبل أن تكلم أحدا : اللهم أجرني من النار سبع مرات ، فإنك إن مت من ليلتك تلك كتب الله لك جوازا من النار ، وإذا صليت الصبح فقل قبل أن تكلم أحدا : اللهم أجرني من النار سبع مرات ، فإنك إن مت من يومك ذلك كتب الله لك جوازا من النار قال : فلما قبض الله رسوله ، أتيت أبا بكر بالكتاب ، ففضه ، فقرأه وأمر لي بعطاء وختم عليه ، ثم أتيت به عمر ، فقرأه ، وأمر لي وختم عليه ، ثم أتيت به عثمان ، ففعل مثل ذلك .

                                                                                                                          قال مسلم بن الحارث : توفي الحارث بن مسلم في خلافة عثمان ، وترك الكتاب عندنا ، فلم يزل عندنا حتى كتب عمر بن عبد العزيز إلى الوالي ببلدنا يأمره بإشخاصي إليه والكتاب ، فقدمت عليه ، ففضه ، وأمر لي ، وختم عليه ، وقال : أما إني [ ص: 368 ] لو شئت أن يأتيك ذلك وأنت في منزلك فعلت ، ولكن أحببت أن تحدثني بالحديث على وجهه ، قال : فحدثته
                                                                                                                          .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية