الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 405 ] ذكر ما يستحب للإمام أن يعلم الوفد إذا وفد عليه شعب الإسلام .

                                                                                                                          4541 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا أحمد بن المقدام العجلي حدثنا خالد بن الحارث حدثنا سعيد حدثنا قتادة حدثنا غير واحد ممن لقي الوفد ، وذكر أبا نضرة أنه حدث عن أبي سعيد الخدري ، أن وفد عبد القيس ، لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا : يا رسول الله ، إنا حي من ربيعة ، وبيننا وبينك كفار مضر ، وإنا لا نقدر عليك إلا في الشهر الحرام ، فمرنا بأمر ندعو له من وراءنا من قومنا ، وندخل به الجنة إذا نحن أخذنا به أو عملنا ، فقال : آمركم بأربع ، وأنهاكم عن أربع : أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ، وتقيموا [ ص: 406 ] الصلاة ، وتؤتوا الزكاة ، وتصوموا رمضان ، وتعطوا الخمس من المغنم ، وأنهاكم عن أربع : عن الدباء ، والحنتم ، والمزفت ، والنقير ، قالوا : يا رسول الله ، وما علمك بالنقير ؟ قال : الجذع تنقرونه وتلقون فيه من القطيعاء ، أو التمر ، ثم تصبون عليه الماء كي يغلي ، فإذا سكن شربتموه ، فعسى أحدكم أن يضرب ابن عمه بالسيف ، قال : وفي القوم رجل به ضربة كذلك ، قال : كنت أخبؤها حياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالوا : ففيم تأمرنا أن نشرب يا نبي الله ، قال : اشربوا في أسقية الأدم التي تلاث على أفواهها ، قالوا : يا رسول الله ، أرضنا كثير الجرذان لا يبقى بها أسقية الأدم ، قال : وإن أكلها الجرذان - مرتين أو ثلاثا - ثم قال نبي الله صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس : إن فيك لخصلتين يحبهما الله : الحلم ، والأناة .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية