الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 289 ] ذكر وصف العلماء الذين لهم الفضل الذي ذكرنا قبل

                                                                                                                          88 - أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي ، قال : حدثنا عبد الأعلى بن حماد ، قال : حدثنا عبد الله بن داود الخريبي ، قال : سمعت عاصم بن رجاء بن حيوة ، عن داود بن جميل ، عن كثير بن قيس ، قال : كنت جالسا مع أبي الدرداء في مسجد دمشق ، فأتاه رجل ، فقال : يا أبا الدرداء ، إني أتيتك من مدينة الرسول في حديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال أبو الدرداء : أما جئت لحاجة ، أما جئت لتجارة ، أما جئت إلا لهذا الحديث ؟ قال : نعم ، قال : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : من سلك طريقا يطلب فيه علما ، سلك الله به طريقا من طرق الجنة ، والملائكة تضع أجنحتها رضا لطالب العلم ، وإن العالم يستغفر له من في السماوات ، ومن في الأرض ، والحيتان في الماء ، وفضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ، إن العلماء ورثة الأنبياء ، إن الأنبياء لم يورثوا [ ص: 290 ] دينارا ولا درهما ، وأورثوا العلم ، فمن أخذه أخذ بحظ وافر .

                                                                                                                          [ ص: 291 ] قال أبو حاتم رضي الله عنه : في هذا الحديث بيان واضح أن العلماء الذين لهم الفضل الذي ذكرنا ، هم الذين يعلمون علم النبي صلى الله عليه وسلم ، دون غيره من سائر العلوم . ألا تراه يقول : العلماء ورثة الأنبياء ، والأنبياء لم يورثوا إلا العلم ، وعلم نبينا صلى الله عليه وسلم سنته ، فمن تعرى عن معرفتها لم يكن من ورثة الأنبياء .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية