الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 178 ] ذكر الخبر الدال على أن دعاء المرء بأوثق عمله قد يرجى له إجابة ذلك الدعاء

                                                                                                                          897 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو عاصم حدثني ابن جريج ، أخبرني موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : خرج ثلاثة يتماشون ، فأصابهم مطر ، فدخلوا كهف جبل ، فانحط عليهم حجر فسد عليهم الطريق ، فقالوا : ادعوا الله بأوثق أعمالكم . فقال واحد منهم : اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي والدان شيخان كبيران ، وأني رحت يوما فحلبت لهما ، فأتيتهما وهما نائمان ، فكرهت أن أوقظهما ، وكرهت أن أسقي ولدي ، وصبيتي عند رجلي يتضاغون ، فقمت قائما حتى انفجر الصبح فسقيتهما ، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا وأرنا السماء قال : فانفرج فرجة فرأوا السماء .

                                                                                                                          [ ص: 179 ] وقال الآخر: اللهم إن كنت تعلم أنه كانت لي بنت عم وكنت أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء ، وأني سألتها نفسها فقالت: لا حتى تأتيني بمئة دينار ، فسعيت فيها حتى جمعتها ، فأتيتها ، فلما قعدت بين رجليها قالت يا عبد الله اتق الله ، ولا تفض الخاتم إلا بحقه ، فتركتها ، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا وأرنا السماء قال : فزالت قطعة من الحجر ورأوا السماء ، وقال الآخر اللهم إني استعملت أجيرا بفرق من الأرز فلما كان الليل أعطيته فلم يأخذ أجره وتسخطه فأخذت الفرق فزرعته حتى صار من ذلك بقرا وغنما فأتاني بعد ذلك ، قال يا عبد الله اتق الله ، ولا تظلمني أجري فقلت خذ هذه البقر وراعيها ، فقال اتق الله ، ولا تهزأ بي ، قلت: ما أهزأ بك فهو لك ، ولو شئت لم أعطه إلا الفرق ، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك ، وخشية عذابك ، فافرج عنا فزال الحجر وخرجوا .


                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية