الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 251 ] ذكر الخصال التي يرتجى للمرء باستعمالها زوال الكرب في الدنيا عنه

                                                                                                                          971 - أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال : حدثنا عمرو بن مرزوق قال : حدثنا عمران القطان عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خرج ثلاثة فيمن كان قبلكم يرتادون لأهلهم ، فأصابتهم السماء ، فلجؤوا إلى جبل ، فوقعت عليهم صخرة ، فقال بعضهم لبعض : عفا الأثر ، ووقع الحجر ، ولا يعلم مكانكم إلا الله ، ادعوا الله بأوثق أعمالكم . فقال أحدهم : اللهم إن كنت تعلم أنه كانت امرأة تعجبني ، فطلبتها ، فأبت علي ، فجعلت لها جعلا ، فلما قربت نفسها ، تركتها ، فإن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك ، وخشية عذابك ، فافرج عنا . فزال ثلث الجبل .

                                                                                                                          فقال الآخر : اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي والدان ، وكنت أحلب لهما في إنائهما ، فإذا أتيتهما ، وهما نائمان ، قمت قائما حتى يستيقظا ، فإذا استيقظا شربا ، فإن كنت تعلم أني [ ص: 252 ] فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا . فزال ثلث الحجر ، فقال الثالث : اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت أجيرا يوما فعمل لي نصف النهار ، فأعطيته أجره فتسخطه ولم يأخذه ، فوفرتها عليه حتى صار من كل المال ، ثم جاء يطلب أجره فقلت : خذ هذا كله ، ولو شئت لم أعطه إلا أجره ، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا . قال : فزال الحجر وخرجوا يتماشون
                                                                                                                          .

                                                                                                                          قال أبو حاتم رضي الله عنه : قوله فوفرتها عليه بمعنى قوله : فوفرتها له ، والعرب في لغتها توقع ( عليه ) بمعنى ( له ) .

                                                                                                                          وسعيد بن أبي الحسن سمع أبا هريرة بالمدينة ، لأنه بها نشأ ، والحسن لم يسمع منه لخروجه عنها في يفاعته .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية