الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
آخر

285 - أخبرنا أبو القاسم بن أحمد بن أبي القاسم الخباز ، أن محمد بن رجاء بن إبراهيم أخبرهم ، أبنا أحمد بن عبيد الله ، أبنا أبو بكر أحمد بن [ ص: 288 ] موسى بن مردويه ، ثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم - فيما أرى - ثنا محمد بن أيوب ، قال : أبنا أبو الربيع ( ح ) .

286 - قال ابن مردويه : وحدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا محمد بن عبد الله بن الحسن ، ثنا أبو الربيع ، ثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : لما نزلت : والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ، قال : سعد بن عبادة : يا رسول الله ، إن أنا رأيت لكاع قد تفخذها رجل ؟ لا أجمع الأربع حتى يقضي الآخر حاجته ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : اسمعوا ما يقول سيدكم ! فابتلي ابن عمه هلال بن أمية ، كان ليلة في أرضه ، فجاء ليله فإذا عند امرأته رجل ، فقذفها به ، فاجتمعا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " الجلد " ، فقال : يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، والله لقد نظرت حتى استيقنت ، واستمعت حتى استيقنت ، وليبرئن الله ظهري من الجلد ، قال : فإنه لكذاك إذ نزل اللعان : [ ص: 289 ] والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين والخامسة أن لعنت الله عليه إن كان من الكاذبين ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين ، قال : فالتعن ، فاستحلفه أربع مرار قال : " احبسوه عند الخامسة ؛ فإنها موجبة " ، ثم التعنت المرأة أيضا أربع مرار ، فقال : " احبسوها عند الخامسة ؛ فإنها موجبة " فتكعكعت عند الخامسة حتى ظنوا أنها ستعترف ، ثم قالت : لا أفضح قومي سائر اليوم ، فمضت على قولها ، ففرق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينهما .

رواه الإمام أحمد عن يزيد بن هارون ، عن عباد بن منصور ، عن عكرمة ، وهو أطول من هذا ، وفيه ذكر الولد وصفته .

ورواه النسائي عن الحسن بن أحمد عن أبي الربيع .

وقد ذكر البخاري هذا الحديث في " كتابه " ، من رواية هشام بن حسان ، عن عكرمة ، غير أن في هذه الرواية ألفاظا ليست في رواية هشام ، منها : قول سعد بن عبادة ، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : " اسمعوا ما يقول سيدكم " وكلام هلال قوله : نظرت واستمعت ، وقوله : فاستحلفه أربع [ ص: 290 ] مرار ، قال : " احبسوه عند الخامسة ؛ فإنها موجبة " ، وكذلك قوله للمرأة ، وقوله : ففرق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينهما .

التالي السابق


الخدمات العلمية