الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
آخر

177 - أخبرنا أبو جعفر الصيدلاني وفاطمة بنت سعد الخير ، أن فاطمة بنت عبد الله أخبرتهم ، أبنا محمد ، أبنا سليمان بن أحمد الطبراني ، ثنا الحسن بن علويه القطان ، ثنا عباد بن موسى الختلي ، ثنا إسماعيل بن جعفر ، عن إسرائيل ، عن عثمان الشحام ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، أن أعمى كانت له أم ولد تشتم النبي - صلى الله عليه وسلم - وتكثر الوقيعة فيه ; فينهاها فلا تنتهي ، ويزجرها فلا تنزجر ، فلما كان ذات ليلة ذكرت النبي - صلى الله عليه وسلم - فوقعت فيه ، فلم يصبر أن قام إلى المغول فوضعه في بطنها ، ثم اتكأ عليه حتى قتلها ، فأصبح طفلاها بين رجليها متلطخين بالدم ، فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقام فجمع الناس ثم قال : [ ص: 158 ] " أنشد الله رجلا لي عليه حق فعل ما فعل لما قام " فأقبل الأعمى يتولول ، فقال : أنا والله ، يا نبي الله صاحبها ، وهي أم ولدي ، ولي منها ابنان مثل اللؤلؤتين ، وإن كانت بي لرفيقة لطيفة ، ولكنها كانت تذكرك ، فتسبك فأنهاها فلا تنتهي ، وأزجرها فلا تنزجر ، فلما كانت البارحة ذكرتك فوقعت فيك ، فلم أصبر أن قمت إلى المغول فوضعته في بطنها ، ثم اتكأت عليه حتى قتلتها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أشهد أن دمها هدر .

التالي السابق


الخدمات العلمية